ماذا ستقول عني العرب؟! هذا ما قاله أبو لهب

2018-04-28 18:22

 

أَهتك عرض وستر محمد!! وهو عمه من لحم ودم حين حوطوا دار سيد الخلق ليقتلوه (كل قرى مكة وشعابها فردا وأفرادا) وهو مغادر إلى الهجرة بعد أن أمره خالق الخلق مع صديقه أبوبكر، رضي الله عنه وأرضاه، وقالها بعده كبير قريش أبو سفيان حين سأله قيصر الروم في الشام عن أخلاق سيدنا محمد، صلوات الله عليه، وأوصافه هل هو وهل وهل هو؟ قال أبو سفيان، رضي الله عنه: لا وكلا وألف كلا، إنه الأمين الصادق الصدوق لا نعرف عنه إلا هذه الميزات والصفات التي لم يمتاز به غيره من الأفراد في مكة والشعاب، أقول كذبا وماذا ستقول عني العرب والأعراب!! وأتم المقدمة بما قاله سيد الخلق والأنام: “جئت لأتمم مكارم الأخلاق” صلوات الله عليه.

 

وبهذا الإيجاز وضح رسولنا الكريم ومن سبقوه من المشركين، وإن أسلموا لاحقا بيوم الفتح، أنهم كانوا يتميزون بمكارم الأخلاق وهم عرب وأعراب كما يقولون عنهم “أغلاظ وأجلاف” يتميزون بالشرف والصدق وقول الحق مع بعض الخلط.

 

وما نراه اليوم شيئاً يثير القرف والاشمئزاز، وممكن نحددهم بفئتين: فئة قليلة شعارهم “ابن من هذا؟” وشعار الفئة الثانية “ابني رجّال خليه يفتحس ويخارج عمره” وهم للأسف كثيرون، ونحن نعاني للأسف منهم وممن ربوهم، الفئة الأولى وهم، كما قلنا، قليلون من أبناء الأسر الفاضلة، وهم نخبة المجتمع في الجنوب عموما وعدن خصوصا، ويرون ويستنكرون كما يستنكر الرجال الأسوياء مما يحدث في عدن من بلطجة وقلة حياء، أما الفئة الثانية الأكثر والأكبر هم ممن يسرون آباءهم وأولياء الأمر لتحقيق مآربهم بالصح أو بالغلط، بالنهب والسلب، وتحقيق المآرب والمطلب بأساليب لم نألفها ولم تألفها عدن إطلاقا، وهي من امتازت بالنظام والقانون منذ الزمن التليد الجميل، وما نراه اليوم منهم شيئا يثير العجب، سلب ونهب وبلطجة وعشوائية مطلقة، لا يفكرون لا بنظام ولا قانون ولا ضابط ولي أمر ولا مضبوط من عموم الشعب!!

رجال خليهم يخارجون أنفسهم، هذا للأسف ما سمعناه من علي عبدالله صالح، وهو من أسماهم جيل الوحدة، والأمر لم يكن عاديا بل كان مدبرا ومقصودا ومنظما بإتقان، الفكرة كانت بنص حبة قات، واليوم بآلاف من الريالات والدولارات، بل يمكننا أن نقول ملايين من الريالات، وكله سلب ونهب بأساليب جديدة متنوعة، وللأسف بكل المجالات، وأهمها بمجالي التعليم والصحة، ورعاة الأمر منشغلون بكيفة جني تلك الملايين من الدولارات من سلب ونهب!!

إذن من هم السبب؟؟ برأيي أن الأسرة أولا والآباء بالذات، والبيئة ثانيا، وحقيقة الأمر تتواجد بعدن المظلومة عدة بيئات مع غياب دولة الرعاة واختفاء الانتماء للمجتمع والوطن للأسف، وياهؤلاء اتقوا الله فينا وفي أولادكم قبل أولادنا، والظُلم ظلمات يوم القيامة.