إلى متى ستطول حرب اليمن

2018-04-26 20:02

 

المتابع للحروب التي طحنت البلاد العربية والإسلامية ، يجد ان الحروب تبدأ بدون مبررات وتنتهي بدون مبررات منطقية . حرب العراق بلغت اوجها بدون مبررات، والذريعة كانت وجود أسلحة الدمار الشامل . ثم طحنت العراق -داعش- اتوا إليها بل تدحرجوا علينا مثل الصخور، ولكن لا نعرف تلك الصخور من اي محجر وجبل   .

 

سورية - اليوم تدمرت كل مدنها -المؤنسة- التي كانت تعج بالحركة والصناعة والحرف والزراعة  ، اتت عليها نيران الحرب وتركتها كجذوع نخل خاوية .- ليبيا - تمر بنفس العناء وليس هناك ما يبرر هذه الحرب وخصوصا ان الغرب هو الذي كان يشرف بترسانته وخبرائه على كل الارض  وبعد سقوط نظام القذافي، فتكت الفتن وسحقت - لبييا- ودمرتها .

 

مصر كذلك لولا انها تماسكت لكانت قد سقطت وانهارت، ولم يكن للارهاب مكانا في في مصر، ولكنه ترعرع خلسة، بدعم سخي عسكري ومالي وعبر ملاذات آمنة في دول شقيقة وصديقة !! .

 

اليمن- تطوي الحرب على جبالها وشواطئها وقراها بل ومدنها  تطوي اليوم سنتها الرابعة!  وهناك كر وفر وتحرير واعادة تحرير، ورغم ان الحلفاء بقوة -انصار الله- باكثر من عشرات المرات، إلاّ ان النصر المبين لم يتحقق للحلفاء،  بل ان الارض التي تحررت تعيش وعثاء الحروب وتدهور الخدمات ، بينما صنعاء وذمار وإب يعيشون اهلها بهدوء وسلام لا يعكره الا بعض ازيز الطائرات.

ولكي اكون مع نفسي متوافقا وصادقا، فانني لا ابعث في نفسي الامال الزائفة، والامنيات بحيث اتوقع ان النصر قاب قوسين أو أدنى. ساكتب بعد 8 اشهر نفس الكلام  بل واسرد المبررات عن سبب عدم انجاز النصر وتواضع المنجزات، وساكتب عن سبب صعوبة ذلك، ولكنها مبررات تثير الالم والمواجع .

 

ما هي المصاعب التي تؤخر النصر ؟ هي كثيرة ومنها ان العقيدة القتالية لا تقارن بالعقيدة القتالية - لأنصار الله -  حيث وان صفوفهم نقية من المتمصلحين والمندسين والمتخاذلين ، كما ان الحشد السريع والفتكة البكر ليست في ذهن جيوش التحالف، علاوة على الخلطة العجيبة لقوات جيش الشرعية ، من جيش قبلي وجيش قديم  ولائه للمؤتمر وجيش ولائه للإصلاح وهناك ربما لا نعلم طوابير خامسة وسادسة تعمل لجهات وهناك المتنفعون من الحرب وامراء الحرب .

 

على الحلفاء ان يفكروا خارج الصندوق وان يستمعوا الى صوت العقلاء ، وذلك في إمكانية ترسيخ هدنة تستمر لاشهر طوال ، وخلال الهدنة الطويلة يبحث العقلاء ومع كل الاطراف دون إستثناء يبحثون  طرق مبتكرة  لترسيخ السلام، دون اجتثاث طرف لطرف .

 

 حين تعلن الهدنة وتطول  ستنصرف الناس بما فيهم المقاتلون في الجبهات سينصرفون  الى اعمالهم في المحلات والمزارع والاسواق وصيد السمك والبيع ، والتسبب في الرزق الذي حالت دونه الحرب المدمرة . ليس في اليمن غير المزرعة والبقرة والحقل وصيد السمك وهي حيلة- ابو يمن - الذي سـُحق عبر قرون طوال، وجاع حتى توسعت محاجره  وبانت كُلاه.  

 

اليمن مجتمع رعوي فلاحي يعيش عبر قرون تحت خط الفقر، واليوم تسحقهم الحروب ويعيشون الشتات والتشرد ، ترى فيها الشباب يبحثون عن التجنيد، ويـُقبلون عليه مع اي طرف  لو ضمن لهم هذا  التجنيد  بضع دولارات شهريا ، وليس لدى -اليمني - الذي يعيش فقره المدقع  ما يخافه  من الحرب او القتل، فهو وفي كل الحالات سيموت في الشتات او في عشته او سجنه  او في خط الناراو من المجاعات .

ومن يريد السلام عليه ان يقبل بمرارات الصلح والتازلات .

فاروق المفلحي