ميثاق شرف ..!

 

* ما لم يكن السياسيون الجنوبيون خاملين ذهنيا، فاقدي القدرة على التقاط الأحداث والمتغيرات وتحليلها بعمق، وليس بخفة، أستطيع القول إن صحيفة «الأيام» رسمت خارطة طريق ممهدة، تنتهي بحق تقرير المصير..

 

* ضغط (مارتن جريفيثس) في إحاطته الأولى لمجلس الأمن على جملة (أصوات الجنوبيين)، كان في الواقع يرسل رسالة (مبطنة) للقيادات والمكونات الجنوبية، وهو تعبير (جديد) يدل على أن مبعوث الأمم المتحدة يأمل أن تلتئم جميع فصائل الحراك الجنوبي في المرحلة القادمة والحاسمة، والتحرك سياسيا ودبلوماسيا بروح الفريق الواحد..

 

* على كل الجنوبيين الذين يدعون أنهم ممثلون للشعب الجنوبي أن يلتقطوا بداية الخيط، الأمر الذي سيجعل الجنوبيين يدخلون مباراة المفاوضات بفريق عمل واحد، متفاهم ومنسجم ومتناغم، فيسهل عليه انتزاع حق تقرير المصير..

 

* لا أخفيكم سرا عندما أشير إلى أن كل المكونات الحراكية، وفرسان ميدانها، يعملون بطريقة (خذوهم بالصوت)، شأنهم شأن المدربين الفاشلين، الذين يغطون عجزهم بالصراخ والعويل والندبة أحيانا..

 

* كما أن القيادات الجنوبية التي تتناحر على (الزعامة) تتعاطى مع (روزنامة) العمل السياسي على طريقة (زيدي ماء.. زيدي طحين)، والمحصلة النهائية أن العجينة الجنوبية، إما يابسة أو رخوة تثير حنق العجان وغضب الخباز..

 

* يجب أن تدرك كل الفصائل والمكونات الجنوبية أن وقت اللعب الفردي قد فات، ونزغ الشيطان قد مات، فالظرف الصعب يحتم التقارب، والابتعاد عن (نرجسية) النفس الأمارة بالسوء، وشطحات بطن لا تشبع، ومال لا ينفع..

 

* ليس هناك ما يمنع إذابة الخلافات وتقريب وجهات النظر، والوصول إلى ميثاق شرف جنوبي، يتيح للجنوب اقتناص الفرصة التاريخية التي لن تتكرر، ودخول المفاوضات القادمة بفريق واحد، شعاره لا صوت يعلو فوق صوت شعب الجنوب..

 

* لست في وارد اقتحام النفوس والضمائر الغائبة والحاضرة، لكني مثل أي جنوبي أملي أن يلتقط الجميع الحبل الذي مده (جريفيثس)، فلعبة الكراسي الموسيقية التي تتحكم في مكونات (الجنوب) ستفضي إلى سكة (اللي يروح ما يرجعش)..

 

* في تصوري، أن جلسة عامة يتبناها المجلس أو أي مكون، سترفع من سقف التأملات، وتصب في خانة التطلعات، شريطة السرعة، لأن الوقت يقطع كسيف (عنترة)..

 

* راجعوا كلمة (جريفيثس) بتروٍّ وتركيز، ستلاحظون أن الرجل ملمٌّ تماما بالقضية الجنوبية وفرسانها، فهو عندما ضغط على جملة (أصوات الجنوبيين) فهو في الواقع يستوعب أن في بحر (الجنوب) قواقعَ، وأن سفينة (الجنوب) لا تحتاج إلى مكونات و(نواخذة ) بعدد ألوان الطيف حتى تسير بغير عجز، لكنها بحاجة إلى قيادة موحدة، يقل من خلالها عدد المنفعلين والمتشنجين، فتتقلص مساحة التسخين، ويتراجع عدد أقطاب النفخ والتثوير..

 

* باسم كل الشعب الجنوبي الذي يريدكم أن تمثلوه في المفاوضات، لا أن تمثلوا به، ندعو المجلس الانتقالي، وجميع المكونات الحراكية المختلفة إلى التلاحم ونبذ الخلافات، ولعن الشيطان، والاحتماء بمظلة التفاهم والمصالحة المشتركة، إكراما لبطولات وتضحيات هذا الشعب الجنوبي العظيم.. نرجوكم، أحسنوا التفكير والتدبير، فقد تكاثر على (الجنوب) من لا يأخذون من البقرة حليبها فقط، وإنما تفكيرها أيضا، والنتيجة أن البقر تشابه علينا..

 

* على المكونات الحراكية الجنوبية، ومعها المجلس الانتقالي، صياغة ميثاق شرف جنوبي، يكون ملزما أمام الشعب الجنوبي، وعليكم الاعتبار من (ملوك الطوائف) الذين أضاعوا الأندلس في ذات زمان غاب وصله إلى الأبد..!