الشرعية في دائرة التساؤل

2018-04-05 19:23

 

من خبرة المبعوث الأممي الى اليمن مارتن جريفيث كرئيس لمكتب الأمم المتحدة وممثل للمبعوث الأممي في سوريا ، وجهوده في المجال السياسي والإنساني هناك فإن واحدة من قناعات جريفيث هي " أن الحرب والأزمة فى اليمن تختلف عن الحرب والأزمة فى سوريا " ؛ ففي سوريا يرى جريفيث أن " الحل أمر ممكن بينما فرص الحل تتضاءل فى اليمن مع مرور الوقت " ، ويعود ذلك - كما يعتقد جريفيت - الى أن " الأزمة الاستثنائية فى اليمن ذات بعد إنسانى وهى أسوأ من العراق وجنوب السودان " .

 

ولعل هذا الاعتقاد لدى جريفيت سيدفعه الى التعامل بشكل فاعل مع الأطراف ذات السيطرة الأقوى على المناطق التي تبسط سلطتها عليها كما هو الحال بالنسبة للحوثي والضغط على الأطراف الأخرى التي تتنازع في ما بينها على تسيير شؤون الناس في المناطق التي تسيطر عليها وثبت عجزها عن إدارة هذه المناطق بصورة مقبولة بغض النظر عن مصطلحات الشرعية والتمرد .

 

ولو تمت المقارنة بين الوضع السوري والوضع اليمني فسنرى بوضوح أن السلطة الشرعية في سوريا في وضع أفضل فهي متواجدة في عاصمة الدولة وموحدة القرار وذات سلطة مباشرة على المناطق التي تسيطر عليها وتشارك في محاربة الإرهاب بينما المتمردون أو المعارضة مشتتون في الخارج ومختلفون ويتصارعون في ما بينهم وليس لديهم سلطة قوية على المناطق التي في أيديهم وفوق هذا متهمون بالإرهاب ...

 

أما في الوضع اليمني فإن السلطة الشرعية نازحة ومشتتة خارج البلد وليست موحدة القرار كما أنها تعترف بعظمة لسانها للمندوب الدولي أنها ليست ذات سلطة وسيطرة على المناطق التي تزعم أنها تحت سلطتها وتتنصل من المشاركة في محاربة الإرهاب بل وتتهم القوات التي تشارك في محاربة الإرهاب ( الحزام الأمني والنخبة ) باللامشروعية ، وفي المقابل نجد المتمردين الحوثة متواجدين داخل البلد وموحدي القرار ويمتلكون سلطة مباشرة وسيطرة على المناطق التي تحت سيطرتهم .

 

لقد وضعت الشرعية في اليمن نفسها محط تساؤل بكامل حريتها واختيارها .