كفاكم عبثا يا مراهقي الصحافة

2018-02-26 11:13

 

مؤخرا صار التصرف في النشر الصحفي لبعض الصحف والمواقع الإلكترونية - مع الأسف أنها جنوبية - للمواد الصحفية وعلى وجه الخصوص الأخبار تشابه إلى حد كبير التصرفات والسلوكيات الطائشة التي تصدر عن الأولاد في مرحلة المراهقة، ويمكننا أن نطلق على القائمين على تلك الوسائل تسمية الصحافيين المراهقين أو مراهقي الصحافة.

 

قد يعتبر البعض هذا الوصف مبالغا فيه، ولكن هذا هو الواقع بل لربما صفة الصحفي تسقط منهم، حيث إن معظم ما ينشرونه مجهول المصدر، وغير مكتمل التفاصيل، ومنه ما يبنى على إشاعات وفبركات وتلفيقات، ومصدر الكثير من الأخبار برامج التواصل الاجتماعي، تلك الأخبار التي تضخم الأحداث وتهولها، وعدم وجود طاقم مهني يكتب الأخبار بما لا يتنافى مع أخلاقيات ومهنة الصحافة، فتجد معظم الأخبار (نسخ ولصق) ودون أي تصحيح لغوي!.

 

وحتى لا يكون مقالي بعموميته بعيدا عن ذكر أمثلة تعبر عن التصرفات المراهقة سأورد لكم بعض نماذج الأخبار، التي منها أخبار الانفجارات التي تجد لها عناوين مهولة تفزع المتابع، وحين تفتح الخبر تجد أنه في التفاصيل لا يعلم ما هي وما مصدرها وموقعها ونتائجها.. فقط تجد سمع دوي انفجار عنيف، دون متابعة التفاصيل.. ولكي يمرر هؤلاء المراهقون تلك الإشاعات والفبركات فإنهم ينسبون مصدرها زوراً لشهود عيان أو سكان محليين، (وكأن هناك سكانا غير محليين)، وأيضاً: مصدر مقرب، وعاملون، ونشطاء، وكذلك تجد توجههم ينحاز للجهات التي تجندهم لينشروا كل ما هو إيجابي، وبالمقابل يترصدون لمن يختلفون معهم ويعكسون تصريحاتهم بصورة محرفة.

 

القراء الكرام لا تعجبوا من تركيز الكثير من مقالاتي - التي أتشرف بأنها تنشر في صحيفة “الأيام” الصحيفة الجنوبية الأم - على الشأن الصحفي.. فهذا التركيز يأتي نتيجة العشوائية والفوضى الحاصلة في الوسط الصحفي الذي بتنا نحن نعاني منه، وأبسط مثال على هذا الواقع أن المراهقين يتناسون هموم وقضايا المواطن ويركزون على تأجيج الفتنة والصراع وصنع المناكفات والمكايدات والتحيز لجهات معينة.

 

بل حتى أنتم أيها القراء الكرام المتابعون والمتلقون للأخبار ينعكس عليكم هذا الوضع سلبا، حيث إن تلقيكم للأخبار غير المكتملة والمهولة والمفبركة والعشوائية والزائفة والمبالغ فيها، والأخبار التي تعج بمواعيد عرقوبية وإنجازات وهمية، تلقيكم كل هذا وغيره من الأخبار التي مصدرها وسائل - القائمون عليها مراهقون ومبتزون - تجعلكم تعيشون في قلق وخوف، فاليأس الذي بات في الكثير منكم، وعدم فهم الواقع والأحداث يعود لهذا الإعلام الذي يركز على الكسب المادي دون اكتراث لمشاعر المتلقي.

 

ختاماً.. نقول لوجه الله كفوا عن هذا أيها المراهقون في الصحافة.. كفوا عن هذا من أجل المتلقي والمواطن البسيط الذي بدلا من أن تخدموه وتوصلوا قضاياه وهمومه صرتم تضاعفوا عليه المعاناة بتصرفاتكم الطائشة العابثة.

*- الأيام