الانتقالي حامل استقلال وطني

2018-02-13 08:33

 

✅ هل القضية الجنوبية قضية مظلومية سياسية وحقوقية أم قضية وطنية ؟؟

لو تامل متأمل هذه القضية سيضع لها قالبين لا ثالت لهما :

 

✅ القالب الاول:

أنها مظلومية حقوقية / سياسية ، وهذا يجعلها جزءا من كل مظلوميات القضية الشمالية التاريخية ، ابتدأ بمظلومية القبيلي/ الرعوي أو مظلومية الزيدي/ الشافعي أو الجعاشنة ونظائرها.. الخ ، بعضها نوقش في مؤتمر الحوار اليمني وآخر لم يناقش.

 

القضية الجنوبية ليست مظلومية كالجعاشنة، والجداعشه من الجنوبيين  هم من يضعونها في هذا القالب فمناقشتها فيه  تساوي قضية الجدعشي الجنوبي بقضية الجعشني الشمالي ..والحامل السياسي للقضية الجنوبية بهذا المفهوم هم اطراف الأحزاب الشمالية من الجنوبيين المتواجدين الآن في الشرعية والبعض منهم مازال في صنعاء مع الحوثي لأن قضية الجدعشي الجنوبي لدية  تساوي الجعشني الشمالي، الجعشني في الشمال لايهمه سواء كان الحكم في صنعاء امام طائفي أو عسكري  عصبوي وسواء احتكموا لديمقراطية المؤتمر او لتمكين الاخوان ، ففي كل الحالات  هم اقنان أرض لمحمد المنصور .

 

✅ القالب الثاني :

القضية الجنوبية في الحراك الجنوبي ليست مظلومية اقنان بل قضية استقلال وطني ،  وهذا المفهوم تاسس في الخطاب الوطني للحراك منذ انطلاقه ، فلم تخرج أي فعالية حراكية تجعل القضية الجنوبية قضية مظلومية ولم تستطع أي هيئة أو مكون جنوبي من المكونات التي ارادت التسلق على هذه القضية بحرفها من البعد الوطني إلى البعد الحقوقي؛  لم تستطع أن تطرح خطابها في ساحات هذه الثورة أو تواجه بها جماهيرها ، كل الذين تسلقوا ليمثلوها باقل من التحرير والاستقلال حالوا أن يلتفوا ويمثلوها وفقا لرغباتهم وخطابهم بجعلها جزء من مظلوميات الشمال وكل تلك المكونات تساقطت بمجرد أن كشفت للثورة الجنوبية عن خطاباتها واهدافها .

 

 ✅ المجلس الانتقالي لم يخطف القضية الجنوبية بمعناها الوطني ، بل انقذها من جداعشة البعد الحقوقي ، فقد عانت  من أزمة حامل ،  بسبب القمع الذي جوبهت به وبكونها انطلقت شعبيا بدون حامل تنظيمي خطط لانطلاقها، لذا تعددت فيها المكونات ما خلق أزمة حامل وازمة استماع لها إقليميا ودوليا فكم سمعنا داخليا وخارجيا من يقول نتخاطب مع من ؟؟  ، فجاء المجلس الانتقالي عبر تفويض شعبي امام العالم وليس في غرف مغلقة ،  لا يستطيع أحد أن ينكره فاعطاه حق مشروعية التاسيس والعمل وبأنه يمثل القضية الوطنية وفقا لشروط التفويض؛

 

✅ المجلس لايلغي القوى الوطنية الجنوبية التي تحمل مشروع الاستقلال ، فلم ولن يدعي انه الوحيد،  لكنه الحامل الأكثر اتساعا والاكثر جماهيرية وهو مؤقت بتحقيق مهمة الاستقلال كما ورد في التفويض ، والساحة المحلية والاقليمية والدولية مفتوحة أمام هذه القوى والنخب للعمل ، واية قوة أو هيئة تستطيع أن تخطو بهذا المشروع حتى تصل به إلى هدفه ستلتف حولها جماهير الجنوب وستترك الانتقالي.

 

✅ الجريمة الوطنية ان تظل حركة الاستقلال الوطني بدون حامل أو تظل في صراعات إلى ما لا نهاية وفي حوار وجدل بيزنطي حول مواصفات الحامل وشكل الحامل وتمثيل الحامل وكأننا في وضع دولة لا وضع احتلال وثورة ، في الوقت الذي مشاريع اليمننة تقضم القضية الوطنية الجنوبية تحت مبرر أن كل القضايا يجب  تظل في "فرايزر الشرعية " حتى تنتهي معارك التباب  .

 

صالح علي الدويل