السياسي العدني ‘‘حسن بيومي‘‘ توفي على إثر نقاش حاد مع وزير بريطاني في لندن

2018-01-20 10:46
السياسي العدني ‘‘حسن بيومي‘‘ توفي على إثر نقاش حاد مع وزير بريطاني في لندن
شبوه برس - خاص - عدن

 

الذكرى 54 لتولي الفقيد حسن علي بيومي منصب كبير وزراء عدن أول وزارة عدنية وطنية

ولد السيد حسن علي بيومي في عدن في عام 1915م لعائلة من الطبقة المتوسطة, عرف عنه بأنه رجل مبادئ وعدالة وجاد في عمله ومحب لموطنه عدن, وقد ناضل كثيراً في حياته وقام بدوره السياسي للحصول على حياة راقية وبيئة أفضل لعدن وأبنائها. وفي 17 يناير 1963م عُين كبير وزراء أول حكومة عدنية وطنية في عدن الباسلة وذلك بعد نضال طويل ساهم بمعية أخوانه السياسيين من أبناء عدن لنيل إستقلالها الذاتي وكان لهم ذلك. بعد تولى السيد حسن بيومي لمنصبه قام بخدمة عدن وشعبها بدمه وروحه حيث كان يعمل لمدة ستة عشر ساعة يومياً دون توقف وقد نال منه الإعياء.

 

وفي إبريل 1964م أصيب البيومي بنوبة قلبية خطيرة نتيجة للإجهاد الذي سيطر عليه نقل على إثرها للعلاج في لندن, وبعد معالجته في مستشفى لندن والسماح له بالخروج في 24 يونيو من نفس العام ذهب لمقابلة وزير بريطاني لشئون الكومنولث لمناقشة إنسحاب عدن من الإتحاد نتيجة لبعض الثغرات التي ظهرت في الإتفاق بعد إنضمام عدن, وقد دخل البيومي في نقاش حاد مع الوزير البريطاني فأصيب بنوبة قلبية في مكتب الوزير نقل منه إلى مستشفى لندن حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وفقدت عدن بموته "رجل المصير" حيث كانت عدن في أشد الحاجة لرجل مثله...!!

 

لقد كان السيد حسن بيومي رجلاً سياسي لبق, وعاش حياته شريفاً عفيفاً, وجمع من القدرة الإدارية الهائلة نزاهة ليس لها مثيل يشهد بها الجميع ومات وهو لا يملك شيئاً. وجاء اليوم الذي بكته عدن ولبست ثوب الحداد في ذلك اليوم العصيب وخرج أبنائها عن بكرة أبيهم في أعظم جنازة شهدتها عدن في ذلك اليوم المهيب ودفن في مقبرة القطيع في مدينة كريتر مسقط رأسه. وبوفاة حسن بيومي لفظت عدن أنفاسها الأخيرة أيضاً ولم تقوم لها قائمة حتى يومنا هذا. اليوم وأمام بوابة مقبرة القطيع مباشرة على بعد خطوتين تحوي تربة عدن الطاهرة جسد أبنها الطاهر البار إلى جانب العديد من أبنائها الذين ماتوا قهراً وظلماً على موطنهم الذي طالته أيادي الغدر والنهب والسلب وعاثت به فسادا.

 

ملاحظة هامة :

========

يقول الأستاذ محمد حسن عوبلي في كتابة ( إغتيال بريطانيا لعدن و الجنوب العربي ) عن أرملة السيد حسن علي بيومي قبل انقضاء الشهر الأول و هي في حزنها العميق قطعت وزارة المواصلات جهاز الهاتف عليها لعدم تسديد الحساب .... و اعقبت ذلك مؤسسة الكهرباء فقطعت عن منزلها التيار الكهربائي .... لقد مات زوجها فقيراً معدماً و لكن الرسميين ظلوا رسميين كعادتهم و حتى رئيس الوزراء الجديد لم يتدخل بالأمر .... و في الشهر الثاني ارسلت وزارة الاراضي امراً اليها بمغادرة المنزل الحكومي ليكون منزلاً لوزير او ضابط ...

اما الى اين تذهب فهذا لم تسأل عنه وزارة الاراضي .... و كان أن ذهبت إلى منزل والدتها و انكفأت على نفسها .

نصر حامد لقمان

18يناير 2018