الراتب الشهري بكيس رز (صعود للهاوية)

2018-01-20 08:56

 

أين تذهبون بالوضع يا رئيس الدولة ورئيس وزراء الشرعية ويا تحالف؟.. إلى أين تذهبون في تماديكم بعدم الاهتمام بأهم جانب وهو الوجه الآخر للحرب (المعركة) فالمعارك تكون ذات وجهين أحدهما الوجه العسكري والآخر - وهو الأهم للحفاظ على المعنويات وتثبيت الانتصارات - هو الوجه الاقتصادي والتنموي والأمني.

 

فالوجه الاقتصادي والتنموي والأمن المجتمعي من استقرار وتحسين معيشة ودعم قيمة الريال ليستعيد عافيته وعودته إلى قيمته السابقة أمام العملات الأجنبية، هذا الجانب تم إهماله من قبل المملكة والإمارات كمسؤولتين عن الحرب الدائرة، وكذلك من قبل من يفترض أنهم الرئاسة الشرعية وحكومة شرعية أيضاً، وكأن الأمر لا يعنيهم. وهذا التجاهل والتعمد يضعكم جميعا (تحالف وشرعية) في خانة واحدة مع الحوثي، وإن دوركم هو ذاته ما قام به ويقوم به الحوثي وهو التدمير للحياة الآمنة والبنية التحتية وإفقار الناس حتى لا يجدون ما يقتاتون به ويتعالجون به جراء انهيار قيمة الريال، وبالتالي تآكل قيمته الشرائية وتآكل واضمحلال الرواتب إلى أن أصبح راتب المتقاعد البسيط لا يساوي قيمة كيس رز 40 كجم.

 

فقبل حرب 2015م كان الدولار يساوي 215 ريالا وبالتالي الأسعار شبه مستقرة، وكان أبسط راتب وهو 26.500 ريال يمني يساوي ما يعادل 123 دولاراً، واليوم جراء تهاون حكومة الشرعية وصمت وتغاضي المملكة والإمارات يساوي 55 دولاراً، فماذا يفعل بهذا المبلغ الذي لا يمكن أن يوفر أبسط وسائل العيش الكريم.

 

فما بالك بإيجاز المنازل وأغلب الناس مستأجرة وليست مالكة، وتسديد فواتير الماء والكهرباء والعلاج وتعليم الأولاد...إلخ.. فإلى أين تذهبون بالناس؟

 

ومثل آخر فإن الفئة الاخرى التي تستلم 100.000 ريال قبل حرب 2015 تساوي 465 دولارا واليوم تساوي 208 دولارات.. فأين ذهب الراتب يا تحالف ويا شرعية؟ أم أن حياة الناس وأمنهم المعيشي وسلامة المجتمع ليس في أجندتكم؟!، لمن تتركون الناس في هذه المعمعة غير المتكافئة، فالناس في الجنوب بالذات معتمدون على الراتب فقط وليس لديهم أي دخل آخر سواه.

 

المعركة ليست إلقاء القنابل وإطلاق الصواريخ والإعلام الناري من منابر الشاشات، فهناك جانب آخر أنتم تتجاهلونه وهو الجانب المدني أي الحفاظ على الاستقرار المعيشي والحفاظ على قيمة الريال ودعمه ورفع الرواتب وتحسينها والدفع بعجلة التنمية.. وإذا استمر تجاهلكم فأنتم ستدفعون بحياة الناس إلى الهاوية والمجهول أو ربما الموت الجماعي جراء نقص الغذاء والدواء وبقية متطلبات الحياة الكريمة.. هل أنتم فعلاً تحسون بمعاناتنا أم أنكم تظنون أحوالنا مثلكم يا من تتسلمون عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً؟

 

تكاثرت الهموم على المواطن

فلم يسطع تواصل أو زيارة

فلا منصب لديه ولا حوالة

من القصر الرئاسي إو الإمارة

كما أن الشقيقة لم تضعه

مع أهل القائمة وأهل السفارة

وهذا حال كل الناس جمعا

عدا من خصهم لوبي الشطارة

تحولت الرواتب كالإعانة

وتصرف مكرمة يا أهل الجدارة

على عدة فصول العام تصرف

بواقع شهر والباقي إجارة

تنهبه الحكومة بند أتعاب

بدل أسفار وإيجار العمارة

وهو راتب حقير ولا يكفي

لعشر أيام يا حرس المغارة

بفعل الحرب انهزم الريال

وضاعت قيمته ولى اعتباره

فما حيلة جموع المعدمين

أمام النهب وأسعار التجارة

تضخمت الديون على المواطن

وأهل الفيد تنهب بالغرارة

وبن دغر المبجل غير معني

بهم الناس وأحوال الطفارى

ينافس عبدربه في مقامه

على كرسي الرئاسة يا خسارة

وفي زرع الفتن ناشط وشاطر

يهددنا بيوم حامي غباره