الإمارات والجنوب

2018-01-16 05:24

 

كثيرون من يكتبون ودون تقصي الحقائق او سبر الاعماق للواقع في الجنوب ، فيكتبون عن علاقة الامارات العربية المتحدة بالجنوب، ويصفونها بأنها لا تعبر الا عن مصالح - الإمارات - بل وأطماعها في تلك الارض والجزر والمنافذ المائية! .

 

كلام استغرب له بل واصاب بدهشة ان اجد هناك من يشير الى جيش - الأمارات - على انه جاء ليقيم على تلك الارض لا كمحرر بل ليبني موقعه وقواعدة على تلك المساحة من أرض الجنوب وجزرها .

 

سفحت اقلام كثيرها حبرها على بياض الأوراق او على شاشات التواصل الاجتماعي تحذر من نهب جزيرة - سقطرى - تلك الجزيرة المنسية ومنذ عهد- ذي يزن - ، وتحذر تلك الاقلام من ان الإماراتيين سوف يملكون الارض والجبال والسواحل والثروات السمكية والمنافذ المائية بل وكل التونع النباتي من شجرة الاخوين الى المغارات الساحرة في سقطرى .

 

وعن سقطرى فهي ليست حقيبة ينقلها من يشاء ، بل هي جزيرة فارهة وكسيرة وحزينة . جزيرة تحتاج الى من يحبها ويعشقها ويهيم بها ، بعد ان تركتها الازمنة الصعبة تعيش حسراتها وبؤسها وضيعاتها، وحينما تحل -الإمارات - في اي موقع فهي مثل سحب المزون ما أن تلمس الارض حتى يعم الاخضرار وتزهر الروابي وتنمو سنابل الخير .

 

وعن جيش الامارات العربية المتحدة فهم وحين تفتش في جينتهم الوراثية، تجدهم يتحدرون من صحراء الجنوب ومن سهوب مارب ومن جبال يافع وسواحل حضرموت. هذا الجيش الذي اصبح الان من اكثر جيوش المنطقة اعتناقا للتقنيات العسكرية المعقدة، جاء ليدفع الغالي والنفيس، وليس اغلى من دماء شبابه الأحرار الذي رووا الثرى بدمائهم الطاهرة.

 

هناك من الصحفيين من يعمل بالقطعة، وهناك من يعمل لجهات وهناك من على عينيه غشاوة، فيكتب متاثرا بمقال قراءه او بمنشور على شاشات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما يصبح مسكونا بهذه الأسحار والشعوذات .

 

وعن قدوم ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح - العميد طارق محمد صالح- عن قدومه الى شبوه تحت حماية وسمع وبصر قوات الأمارات العربية المتحدة، فلقد استمعت وقرات الكثير من التعليقات وكلها تشجب قدومه واستضافته في شبوة .

 

لكنني لا ارى ما يثير القلق او الإنزعاج، فرغم تاريخ طارق محمد صالح الممهور بالقسوة والدم ، فنحن اليوم امام تطورات جديدة فقد قتل عمه وزجوا - انصار الله- بأبناء عمه في ظلمات السجون، وهم اليوم في أمس الحاجة الى ان يجدوا أرضا يقيمون عليها وأناسا يأنسون اليهم، فليس في وارد العميد طارق محمد صالح الاقامة الدائمة في ارض الجنوب رغم ان الجنوب كما عهدناها كانت الغوث لكل مستجير، كما لا ننكر ان الشمال كانت الحضن الدافىء والملاذ للجنوبيين في ايام القهر والإذلال .

 

يجب على ابناء الجنوب ان لا تسكنهم المخاوف والشكوك وسوء الظن ، وان لا يتاثرون بكل كاتب يدين دور -الإمارات - ويصورها على ان كل همها هي الارض والسواحل والجزر.

 

جيش الإمارات أتى الى الجنوب ليحرر ويضمد الجراح ويساهم في الاغاثات والتعمير ويشيع الامن، وقدم الثمن الباهض وهو دماء شبابه الطاهرة ، وعن قادة الامارات فهم الكف الحاني والصوت الواعي والحكمة والصدق وكما عهدناهم كانوا للجنوب العون في وقت الشدائد والمحن، وكانوا الحنو والرافة في زمن التوحش والبطش .

 

علينا ان نسمع فقط لصوت - المجلس الإنتقالي- فقد رشد الوطن بهم ا فأرشدوا ، ولقد اعتلى - المجلس الإنتقالي- منبر الوطن، ومنحناه القول الفصل في امورنا ، ولهذا فلا تعيروا اسمعاكم الا لمن يشعر بمشاعركم، ويتالم لاْلامكم ومن فطن الى أن يعمل بصمت دون ضجيج أو تهويل او إنفعالات او تخوين .

 

وأنّي من غــُزيّة أن غوتْ غويتُ**وأن تشرد ْ غــُزيّة ُ أرشــُدي

 

فاروق المفلحي