رحل ولم يرحل عن الذاكرة

2017-12-07 07:48

 

مهما تدفعنا الأحداث وشغف المتابعة للتحولات المتسارعة في (صنعاء)، والانشغال بتفاصيلها وما يدور فيها من مستجدات، إلا أنه لن يغفل عن ذاكرتنا ما حصل في صبيحة يوم السادس من ديسمبر 2015 المأساوي، وما تركته جريمة الإرهاب واغتيال ابن عدن الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن (الأسبق)، قائد معركة “السهم الذهبي”، صانع النصر في معركة تحرير عدن، رحمه الله، من ألم وحزن وحسرة في قلوب كل الأهالي والأسر في عدن.

 

لن تفارق ذاكرتنا تلك الأيام التي كان لنا فيها الشرف بمعرفة الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، والعمل معه، بما حملته من محطات وذكريات مختلفة متعددة الظروف، ولن ننسى مواقفه الشجاعة أثناء وبعد التحضير لانطلاق المعركة مع كوكبة من القادة الضباط منهم من استشهد، رحمة الله عليهم، ومنهم من ندعو له بطول العمر والصحة والعيش بسلام.

 

لا يمكن لأي أحداث أو مستجدات أن تغفل عن ذاكرتنا ما تحمله هذه الذكرى المؤلمة من حزن وألم سكن في وجداننا.. ففي ذلك اليوم قبل عامين خسرت عدن والجنوب عامة أنبل وأشجع أبنائها، وهو اللواء جعفر محمد سعد، رحمه الله، وخسرت محافظة عدن محافظا استثنائيا، أحبه وأجمع عليه الكل، لا أتصور أن يأتي محافظ آخر بمثل صفاته أو يملأ الفراغ مكانه.

 

كثير من القادة والرجال يرحلون عنا باستشهادهم أو بمغادرتهم الحياة، تاركين أثرا كبيرا في قلوبنا، نظل نتذكرهم بين الحين والآخر، ومع حلول ذكرى رحليهم.. لكن هناك قادة استثناء لا تغفل الذاكرة عنهم أبدا، حفروا في قلوبنا مكاناً لهم، ونحتوا في الذاكرة أثرا لهم، من خلاله نظل نتذكرهم في كل لحظة، مهما كانت الظروف، ولا يمكن أن تصرفنا عنهم الانشغالات. والشهيد اللواء جعفر محمد سعد، رحمه الله، أحد أولئك الذين برحيلهم لا يرحلون عن الذاكرة، ولا يغادرون القلوب.

 

رحم الله الشهيد البطل اللواء جعفر محمد سعد، وأسكنه فسيح جناته.

*- عن الأيام