التنازل من أجل الجنوب شرف...وبطولة

2017-11-23 04:25

 

لقد اصبح واضحا،انه لا هادي وفريقه،ولا الانتقالي يديران الجنوب بصورة مطلقة،وان الهوامش البسيطة التي منحت لهما من قبل الادارة الحقيقية ما هي الا ضرورة فرضتها دواعي اللياقة والدبلوماسية،مع افضلية نسبية يمتلكها الانتقالي بانحيازه للقناعة والارادة للغالبية العظمى من ابناء شعب الجنوب في استعادة دولة الجنوب.ولان مشروع الدولة اليمنية الاتحادية الذي يتبناه هادي وانصاره يفتقر الى المبررات التأريخية والموضوعية الجاذبة للجنوبيين لاسيما بعد فشل وموت الأم الشرعية لهذا المشروع الا وهي الوحدة اليمنية.

 

في الوسط من هاتين القوتين،تتحرك بعض المكونات والقيادات الجنوبية في موقف يتطابق تماما مع ما رسمه الانتقالي من اهداف وثوابت وأسس لنضاله إلا أن موقف هذا الفريق يثير الكثير من نقاط النظام التفصيلية التي يمكن ان ينفذ من خلالها أعداء الجنوب لتوسيع مساحة الخلاف في الصف الجنوبي وهو موقف قد لا يحسب وطنيا لصالح اصحابه لحساسية وخطورة الظروف والاوضاع التي يواجهها شعب الجنوب نتيجة التحالفات المشبوهة والمؤامرات التي تحيكها وتنفذها القوى المعادية لشعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره.

 

لذلك ومع مراعاة التباينات والاختلافات في مواقف القوى والدول ذات العلاقة بالشأن اليمني عموما، والجنوبي خصوصا تبقى مسألة دعم وتأييد الانتقالي لتحقيق مزيد من المكاسب لصالح القضية الجنوبية في ضل هذه الظروف،تبقى ضرورة وطنية واجبة ومفروضة على كل القوى الجنوبية بما فيهم الطرف الابعد عن الانتقالي،وهو هادي وفريقه والذي ينبغي ان يكون مبادرا للتنازل عن مشروعه والدخول مع الانتقالي في حوار لانهاء بعض تفاصيل الخلاف المتعلقة بمستقبل الجنوب، وهو تنازل سوف يكون بكل تأكيد في محل تقدير واحترام وإكبار جميع أبناء شعب الجنوب.