كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..( الحلقة الرابعة)

2017-10-01 19:14
كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..( الحلقة الرابعة)

اللواء أنور القاضي والمشير عبد الحكيم عامر وبينهما عبد الرحمن البيضاني نائب رئيس مجلس الثورة اليمنية

شبوه برس - خاص - اليمن

 

الطبعة الثانية : عام 1977م تأليف : وجيه أبو ذكرى

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

ذكر المؤلف أنه بوصول المشير عبد الحكيم عامر تجدد الأمل عندما جمع قياداته واخبرهم أن قوات هائلة في طريقها إلى اليمن ، ووضع المشير عامر خطة اسماها ( الهجوم الكبير ) ويؤدي إلى :

-      فتح الطريق إلى الحديدة .

-      فتح الطريق إلى تعز .

-      دعم القوات الموجودة في صنعاء وتتجه شمالا لتأمين الطريق إلى صعده .

-      قوات أخرى تتجه من صنعاء إلى مأرب وصرواح وحريب .

-      قوات تحاصر الملكيين الموجودين في جحانه .

وبالفعل نجحت الخطة واستطاعت القوات المصرية بقيادة المشير عامر أن تصل إلى مواقعها المحددة ولكن بكثير من الخسائر !!

لقد عشنا في حرب غريبة اسمها حرب الكهوف , إن اليمني يأخذ معه طلقات من الرصاص وبندقية قد تكون قديمة جدا , وبعض عيدان القات وقليل من الطحين , وبعض الزيت الذي يزخر به اليمن , ويصعد إلى الجبل حتى يجد احد الكهوف ويجلس فيها .

وعندما يشاهد جنديا مصريا , يخرج من الكهف , ويصوب طلقة واحدة تصيب الجندي في جبهته فيسقط شهيدا وعندما تأتي الطائرة القاذفة لضرب الجبل يدخل الكهف وينتظر حتى تسقط حمولتها من القنابل وهي عادة تحمل أربع قنابل وبعد أن يسمع أربع إنفجارات يخرج من الكهف ويصوب بندقيته تجاهها ونادرا ما يصيبها ولكن ذلك يجعل مهمة الطيار محفوفة بالمخاطر .

ومن المعارك البرية نسير بالدبابات وأحيانا يقف الجندي على مدفع الدبابة وعندما يصل طابور الدبابات إلى طريق ضيق يخرج اليمنيون من فوق الجبال ويمطرون الدبابات بالرصاص مما يضطر الجندي إلى الدخول إلى الدبابة ثم ينزلون إلى الأرض يحاولون اصطياد من بداخلها بالخناجر ولكن هذا من المستحيل !!

فاخترعوا طريقة غريبة , يلقون بترولا على الدبابة مما يؤدي إلى اشتعالها وزيادة الحرارة في الداخل مما يجبر الطاقم إلى الخروج وهنا تكون الخناجر في انتظارهم لنزع رؤوسهم وتتوقف الدبابة الأولى وخلفها طابور طويل من الدبابات !!

ورحل المشير عامر بعد أن قام بتأمين الموقف العسكري تماما في اليمن , إلا انه لم يتمكن من تأمين الموقف السياسي .

نحن نقاتل ونستشهد على هذا التراب والخلافات طاحنة بين الفريق الجمهوري والفساد يشتد يوما بعد يوم في جهاز الحكومة !!

ومثلا طلبت الحكومة اليمنية عودة اليمنيين من الخارج ومنهم آلاف بعضهم يحمل الدكتوراه أو مراكز مرموقة في بلدان أخرى .. وعاد البعض منهم وعرض خدماته للنهوض بالبلد وهنا حدث تناقض بين من قاموا بالثورة وهؤلاء العائدين وظل بعضهم شهورا لا يجد ما يفعله مما أدى إلى عودتهم من حيث جاؤوا , ومثلا أرسلت إحدى الدول الاشتراكية هدية منها لحكومة الجمهورية اليمنية ووصل المستشفى إلى ميناء عدن وباسم الوزير المسئول وابلغ بذلك وذهب إلى عدن واستلم المستشفى ثم جمع تجار عدن وباع المستشفى بالمزاد العلني وقبض الثمن وعاد إلى صنعاء وعندما سئل : قال إنها هدية خاصة لي !!

لو أن هذا الحادث قد وقع في بلد آخر لاهتز الكرسي من تحته إلا انه يعلم أن الجميع قد صنعوا أكثر منه !!

وقائد الثورة السلال على خلاف مع الكثير وخاصة عبدالرحمن البيضاني ومحسن العيني الذي تم إبعاده و إرساله كمندوب لليمن إلى الأمم المتحدة, وقد أشيع أن البيضاني قد استولى على أموال الإمام وذهبه واستطاع تهريب تلك الأموال إلى احد البنوك في عدن ومنها إلى بنك روما واعتقد أن البيضاني سيترك اليمن إلى القاهرة !!

والسلال ليس بالرجل المثقف , وليس بالرجال الطيب القلب كما يبدو وهو مريض من إنهاك سنوات الظلام ولكنه في الوقت نفسه ليس تافها , انه من أحسن الذين يتآمرون في اليمن ولا نستطيع معرفة في أي جانب هو ؟؟ والى اللقاء في الحلقة الخامسة

*للإطلاع على الحلقة الثالثة : أضغـــــــط هنــا