العاطفة السياسية الاعلامية تدمر مجتمعنا .

2017-09-08 11:55

 

في احدى المرات حدثني صديق عن جاره الذي اصيب في الحرب التي شنها الانقلابيين على عدن  وجلس مقعداً في البيت لا يجد قيمة الدواء ولان الاسرة عفيفة  قامت ببيع بعض ممتلكاتها لعلاج ابنهم الذي نصح الاطباء بعلاجه في الخارج ، تمر الايام تلو  الايام والاسرة لا تجد قيمة الدواء  وضاق بهم الحال وبلغ السيل الزبى وقاموا بطرق ابواب المسؤولين لعل احدهم يرحم جريحاً ضحى بشبابة لاجل الوطن الذي يعيش على ترابه ولكن لا حياة لمن تنادي ، كانت الجراح تتفاقم في جسد البطل وقام احد اصدقاءه بتصويره ونشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والذي سبب حرج للاسرة ، لكن مالم يكن متوقعاً فقد انتشرت الصور سريعاً كانتشار النار في الهشيم واذا في اليوم الرابع يتم ارسال المساعدات الماليه وياتي احد المسؤولين في الدولة ومعه احد الاعلاميين المرتزقة ليتكفل بعلاجه امام الملأ ويحب على راس البطل ويقوم المرتزق بالتقاط صورة للمسؤول ويصفه بالبطل الانساني ، مع ان هذا المسؤول رفض ان يمد له يد العون في السابق .

 

هكذا اصبحت عدن  الجريح يعالج بعد ان يشهّر به ، والمظلوم ياخذ حقه بعد ان يراه المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي ، والظالم لا ياخذ جزاءة الا بعد ان يرى الناس ظلمه على مقطع فيديو ، عدن الأنسانية والمحبة والسلام اصبحت تقبع في سجن الميديا فالمسؤولين لايعملون الا وسط الكاميرات .

 

يروي لنا الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري ماحدث له مع  اشرف الخلق النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه ان يوليه على اماره قائلا:  قلت يا رسول الله ألا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال ( يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيها) رواه مسلم ..

وكلنا نعلم المقولة الشهيرة للفاروق حين قال(  لو عثرت بغله في العراق لحاسبني ربي عليها ) ..

 

في عيد الفطر  1438 هجريه وقعت حادثه شهيرة لرجال المرور الذي ينظمون حركة السير في ساحل جولدمور حيث قامت قوات مكافحة الارهاب بالتعدي عليهم بطريقة مذله امام جموع من الناس ولكن لم يحرك ساكناً للقضيه الا بعد اربعه ايام بسبب مقطع فيديو  انتشر في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ليدون كل ماحدث  وماهي الا ايام وتصدر عقوبة قاسية بحق من اهان رجال المرور والاعتذار لهم من قبل مدير الامن .

لو لم يكن هناك فيديو مسجل للحادثة هل سيتم اخذ حق جنود المرور ؟ اترك لكم الاجابة ؟

 

وفي نفس العام وقعت حادثة السطو على البنك الاهلي من قبل عصابة ارهابية وكلنا شاهد الفيديو والبطولة  الوطنية والاولى من نوعها في حفظ المال العام يجسدها  للشهيد النقيب مدير البنك الاهلي ، الشاهد من القصة ان الشهيد النقيب ظل في المشفى ايام معدودة ولم نرى احداً من المسؤولين يقوم  بزيارته تقديراً  للدور البطولي الذي قام به في الحفاظ على المال العام ، وحين انتشرت وفاته واصبح الشهيد البطل في لسان كل مواطن ومواطنه ذهب رئيس الوزراء ليقدم لهم واجب العزاء واليوم التالي ذهب المحافظ ليقدم واجب العزاء  مع التقاط صور لكل منهم .

 

كل هذا الحركات العاطفية من المسؤولين لكي يقدمهم مرتزقة الميديا رجال الأنسانية لو لم تكن كاميرات في البنك هل سنرى رئيس الوزراء والمحافظ يقدمون واجب العزاء لاسرة الشهيد ؟

 اترك لكم الاجابة ؟

 

في عدن يوجد الاف من النقيب لكنهم لم يظهروا في الاعلام ليتم انصافهم من قبل مسؤولي الميديا الذي يتجارون بقضايا البسطاء  ، لا نريد ان نشهّر بالجرحى والمظلومين لاعطائهم حقوقهم نرجوا من الدولة العمل بامانه وان ياخذوا بحقها لانها يوم القيامة خزي وندامة .