منذ متى كانت الوحدة تجمعنا وتجمعكم !

2017-07-26 06:19

 

الوحدة كذبة ، هي مثل الدم المسكوب على قميص يوسف ، الهدف منها تحقيق وشرعنه أحلام منفذيها ، مهما وكبرت وسائل بطشهم المهم هو اغتصاب الأشياء ، ونهبها ، وتسخيرها من أجل إشباع غرائزهم غير السوية ، في اليمن ظلم كبير جعلهم اليوم في مصيدة أكبر من مصائدهم ، منذ متى كان اليمن موحد ، الهجوم على عاصفة الحزم غير دقيق في أنها جاءت لتقسيم اليمن ، في اليمن الشقيق حراك داخلي وسخط عظيم أكان في تعز أو إب أو الحديدة أو مأرب أو البيضاء ، الناس هناك يتعطشون للخروج من قبضة جغرافيتهم ، صنعاء أهلكتهم وجعلتهم عبيد بالأجر اليومي ، عودة إلى الناس هناك ستجدهم أكثر كفرا بصنعاء والمخلوع صالح وعائلته ومن يصطفون معه من الحوثيين بكل أدوات الموت اليوم ، ويعشقون أن تتغير أسماء مناطقهم .

 

منذ متى كان الجنوب تاريخيا أو أزليا يمنيا خالصا ، عقيدة اليمن هي أن الجنوب فرع من أصلهم ، هو ارض بلا شعب ، من على أرض الجنوب هنود وصومال ، هذا الأمر انعكاس لسلوك غير بعيد لأحفاد مساجين سجون كسرى الذين حرروا صنعاء ويحكمون اليمن اليوم و إلى هذه اللحظة ، الغريب أن المستضعفين من اليمنيين ينعقون بما يتلفظ به أسيادهم .

 

نعم اليمن يمنات ، اقروا ذلك في حوارهم في صنعاء ، نعم اليمن يمنات أذهبوا إلى تعز إلى إب إلى الحديدة إلى مأرب إلى البيضاء ، اسألوا الناس هناك ، أعطوا هذه المناطق اليمنية حق التنفس والآدمية ، أعطوهم حرية ألاختيار على مناطقهم و إدارتها في كل الاتجاهات والمنافع والثروة ، أعطوهم خيار ابتعادهم عن صنعاء ، ابتعادهم عن حكم صالح ، وعائلته ، ومشايخه ، وحزبه ، ابتعادهم عن أنصار الله ، وسيدهم ، وإيران ، أعطوا الناس هذا الحق وبحماية واشرف أممي لصناديق حق هذا الاختيار ، هنا سيتجلى الواقع الحقيقي لدعاة الوحدة المفككين أصلا في وحدتهم الداخلية والمستعبدين كابر عن كابر على مدى سنين حياتهم منذ الدولة المتوكلية وإلى اللحظة ، فاقد الحرية والكرامة والخانع المغموس في مستنقع الاستعباد لا يصنع أو يرفد تحرر الآخرين البعيدين عنه إلا إذا تجلت في أفعالة التحرر وعدم الخنوع للاستعباد .

 

اليمنيين لم يؤسسوا بالمطلق لوحدة ذات أسس دينية ومدنية أو حتى أخلاقية مع الجنوبيين منذ أيام عقد الوحدة المنفرطة اليوم طاردوا قيادات الجنوب في أزقة صنعاء وعمدوا إلى تصفيتهم ، تنازلات الجنوبيين في كثير من المنعطفات ومطالبتهم اليمنيين بتصحيح مسار الوحدة بعد انقضاض اليمن على وثيقة العهد والاتفاق والتوجه بسلاحف وسلاح الموت إلى الجنوب عام 94م تعد علامة فارقة أن اليمن يسلك سلوك تدميري للجنوب ، تغيير معالم وهوية الجنوب ، وإعلان قادة اليمن التغيير الديمغرافي بتوسيع رقعة التزاوج والهجرة اليمنية إلى مناطق الجنوب و تسهيل التملك وفرض واقعا عبر أدواتهم النافذة على مفاصل الجنوب تنفيذيا وإداريا وامنيا وعسكريا يعزز أسوءا مما ذكرنا ويعد أيضا واقعا مؤلم للجنوب يفضي إلى التعايش المرفوض ، كل هذه الأمور سارت بتوافق مع طمس إدارية الجنوب ومناطقه حد تقسيم الجنوبيين إلى درجة من التهميش في عرف معاملات صنعاء .

 

وصنعاء غُيرت معالمها بديكورية الرقي وواقعا متسرطن فيها أقبح الممارسات واسقط العلاقات الإنسانية ، ولؤلؤة المنطقة عدن - تعايش وإنسانية ورقي وتقدم - التي ذهبت إلى صنعاء رميت بالقاذورات وسحبت كل خيراتها ، كل هذه الممارسات فرضها قادة اليمن ولم يستنكرها الشعب هناك والمثقفين والكتاب والى هذه اللحظة وهم تحت أقدام صالح وأنصار الله بين مهجرين وفي الشتات مطاردين بالقتل والجوع والمرض والعوز وألسنتهم لم تتوقف وتكيل سلاطة على الجنوب وشعبة ، في الأصل عدوكم أنفسكم وليس الجنوب وشعبه ، وستصبحون حتما فاقدين كل الأشياء .

 

قدسية الوحدة يا هؤلاء يصنعها البشر ، وتعكس واقعا مرحبا به المرتبطين بها ، ليست فريضة سادسة ، ولا هي طاعة يتقرب بها إلى الله بوجوب قتل ناكرها ، ولا يحدد بقاءها رفض أي طرف منها ، ولن يستقر الجنوب واليمن طالما و أن واحد منهما لن يستكين ، الحرب الأخيرة وغزو الجنوب من اليمن طائفيا عام 2015م ، وتصويره انه داعشي ، وحديث إفك المعارضة اليمني أن قيادات الجنوب تدعم من إيران أفرزت جميعها أن اليمن والجنوب فسطاطين مختلفين ومحال تعايشهم ، وان تنازعهم في مداه القريب والبعيد مؤثر ، وبقاء الجنوب تحت سيطرة ونفوذ اليمنيين مربك للمنطقة ، لذا من حق الجنوبيين أن يرتبوا أنفسهم لحياة قادمة أفضل وبعيدة عن فوضوية اليمن ، رؤية الجنوبيين الفيدرالية الست تعكس رقي الشعب وعقول قادته الناضج وهذا الأمر يعزز من الاستقرار والنماء لمساحة كبيرة برا وبحرا وجوا ، ولن تستقيم أمور اليمن شعب ومعارضة طالما وهم يهاجموا الجنوب وشعبه ، وحري بهم توجيه طاقتهم نحوا قاتلهم ومشردهم الفعلي وصاحب ويلاتهم وعذاباتهم منذ عشرات السنيين ، اجمعوا أنفسكم على أرضكم وتطهروا تتطهروا ، إن الوحدة لم تجمعنا يوما أو تجمعكم بالمطلق .