قالوا عن الشيخ الصريمة ... ‘‘مناقب الفقيد‘‘ (الحلقة الخامسة)

2017-06-10 10:40
قالوا عن الشيخ الصريمة ... ‘‘مناقب الفقيد‘‘ (الحلقة الخامسة)
شبوه برس - خاص - الصعيد شبوه

 

بقلم :د.علوي عمر بن فريد – باحث ومؤرخ

هذه الحلقة أفردناها بالكامل لمقتطفات من أقوال بعض الشخصيات الهامة التي شاركت في ذكر المناقب  الشخصية للفقيد الشيخ أحمد بن فريد الصريمة قبل أو بعد وفاته شعرا ونثرا وهي كما يلي :

 

شامخ سقط من جبال الكور وتفرقعت * منه شظايا كثيره في ربوع الوطن

‎و قمم ووديان على الشامخ هوت وانحنت * في المنطقة من جبل صرفيت حتى تبن

‎ومدن جميله حزينة بالسواد اكتست * مسقط صلاله وصنعاء والجميلة عدن

‎سيول وغيول في قيعانها تجمدت  * ورجال شجعان في كل القرى والمدن

‎وجبال شبوة وصحراءها على احمد بكت * بل كل قرية ووادي في ربوع اليمن

‎من فقد أبو صالح الصمصوم لتعقدت * ما يهاب تفكيكها لو يدفع أغلى ثمن

‎كل الصفات الرجولة فيه وتكملت * بيده وروحه عجنها بل وفيها اعتجن

‎وأصبح علم بين أعلام البلد رفرفت * معروف للحضر والبدوان وأهل المهن

‎خاض الميادين بالهمة ولو طولت* في كل ميدان بو صالح بوزنه وزن

‎خاض المعارك في الميدان لتوهجت *. قايد وفارس وبيده قيدها والرسن

‎وفِي السياسة لعب دوره ولا تلونت * يعرف معاني كثيره من شعر أو رطن

‎وفِي التجارة تفوق وثمرت وينعت * بجهود وصمود لا يرجع ولا يرتهن

‎ويكرم الضيف والمحتاج لا تقطعت * كل الطرق يخترقها احمد بمد اللبن

‎تاريخ تركه ثقيلة كلها تراكمت * كرس لها الوقت كله  عقلها والبدن

*- ( وزير أمن الدولة السابق - أحمد مساعد حسين)

 

****

كريم الاصل بصماته ضياء ما له ضجيج

كوكب شعاعاته معااااااااااني تقتبس ضوه

يطييييح النجم لكن موقع النجم الوهيج

يبقى وتتوهج فعال الكفوووووووو في جوه

مزون الحزن ثارت فوق لندن والخليج

وامطارها ترخي مدامعها على شبوه

نخيلها على كور العوالق والعجيج

في ارضنا يقتل مريض الربو في ربوه

نفانيف الحيود الشامخة تدرج دريج

في كل مسوح والمرادي تطحن الحصوه

*- على احمد بن فريد العولقي

 

شعري يهيج والحبر يرغي في عروق العز والنخوه

لسان الحال يتهجا وكلماتي مزيج

وهاجسي محتار بين الريم والخلوه

ونبضات القلوب المحزنه تلقي رجيج

في كل وادي ذكرتني رجفت القروه

*- (علي بن شريفان الخليفي)

 

 

 (( ماذا أكتب عن هذه الشخصية المتمردة ، المغامرة ، الشجاعة ؟،

البدوية إلى أقصى حدود البداوة ، والحضارية إلى أقصى حدود الحضارة والمدنية. ؟

فتجد أحمد الصريمة في أقصى انسجامه وتوافقه مع بدو الجبال في العوالق وبدو الصحاري في حضرموت وعمان ، وبريطانياً ارستقراطياً في ردهات فندق هيلتون في لندن والسيجار الكوبي لا يفارق شفتيه ، وفرنسياً على شواطئ كان الفرنسية ، حيث يملك فندقاً فخماً هناك .

▪احمد فريد الصريمة ، خريج جامعة لندن ، يغامر في الجبال والصحاري ، في محاولات ومغامرات عسكرية ، لاستعادة وطن ضاع يوم الاستقلال عام 1967. وعندما تخيب الآمال ، وتحول دون تحقيقها تعقيدات السياسة وصفقاتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، يتجه إلى التجارة والمقاولات ، ويبني إمبراطورية مالية عقارية بين سلطنة عمان وبريطانيا وفرنسا . وتٌتوٌج هذه الإمبراطورية بوسام تكريم وامتياز من الدرجة الأولى ، من قبل السلطان قابوس بن سعيد ، سلطان عمان ، في عام 2013 ، تكريماً ل" دوره الإيجابي خلال مسيرة حياته وعمله 

*- (محسن محمد بن فريد)

 

(لقد كان الفقيد رمزاً وطنياً مخلصاً لوطنه وشعبه الجنوبي وصاحب أياد بيضاء سباق لفعل الخير ومساعدة المرضى والمحتاجين ولم يبخل يوماً في مد يد العون للمحتاجين من أبناء شعبنا ولم يفرق في ذلك بين احد من الناس سواء أكان على أسس مناطقية أو طبقية أو غيرها بل امتد خيره إلى الجميع من المهرة إلى باب المندب وبوفاته خسرنا وخسر الجنوب رمزاً وطنياً ومناضلاً صلبا ورجل خير من الطراز النادر (.

.

 *- (محمد أبوبكر بن عجرومه العولقي -الأمين لرابطة الجنوب العربي)

 

(كان لقائي الأول بالشيخ أحمد الصريمة في صنعاء ضمن مجاميع من البشر، ولكي الفت انتباهه كتبت ورقه صغيره ووصيت بها أحدهم كان يوزع الشاي على الحاضرين، قرأها، بسرعة البرق التفت للحاضرين قائلاً: من كتب الورقة؟؟ ، فأشار له الشاب نحوي ..فناداني: تعال.. تعال.. أفسحوا لي مجالا بينهم وسألني عن أحوالي وقال لي : صدقت.. بعد بكره سنتغدى لوحدنا، ومن ذلك اليوم صرنا أصحاب. كتبت له يومها (شيخ أحمد ..صنعاء كالغانية الجميلة لكن (أولها غَرام وآخرها غُرام) طبعاً الغرام الأولى بفتح الغين والثانية بضمها فأعطي معنى معاكسىآ تماماً.

تكررت لقاءاتنا  كثيراً خصوصاً في بريطانيا، وزارني إلى منزلي في لندن، كان لطيفاً، متواضعاً، مقداماً، ذو قلب واسع، ولم تعمه مظاهر الحضارة والمدنية التي عاش بين أكنافها عن أصوله وطباعه الريفية الشبوانية البسيطة. قالي لي ذات مره عندما وصلت لندن.. بدوي في لندن قدها من علامات الساعة !!، فقلت له تعرف أيش كتبت البارح ؟، قال ماذا..؟ هات..!!!

قلت:

با تنشدش بيزووتر وين بدوش حلول

بدوش عبيد الكراسي صادقين الفعول

الباينت بالظهر يروي كل منهو عجول

والليل تمسي تلاطم لسوره والحجول

ضحك كما لم يضحك من قبل، وكنت قد كتبت عنه عدة مرات أشيد بمناقبه وخصاله.. لقد خسرنا علماً شامخاً أشك أن يسد فراغه أحد.    

*- (صالح الجبواني)

 

 ((أحمد من أشجع الرجال الذين عرفتهم في حياتي ..وفي أواخر الستينات خرجنا إلى كور العوالق لدعم الثورة التي تفجرت ضد النظام الماركسي وكان أحمد أشدنا بأسا وشجاعة وأكثرنا خبرة ومهارة ومغامرة يمكث أسبوعا في الكور .. وأسبوعا يتنقل عبر الصحراء لجلب السلاح والذخيرة والمال للمقاتلين ..والحقيقة أن "أحمد"والمغامرة صنوان لا يفترقان وإذا غضب لا يهدأ إلا بعد حين .. وهو شجاع و مقاتل شرس.. ولكنه طيب القلب..كريم الخصال ونبيل الطباع ))."حسن بن فريد" – جده-السعودية

((كم جريح وكم عليل وقف معه وسانده الشيخ -أحمد بن فريد-. كم مشرد تذّكره وأواه وواساه.  بمثله من الأخيار يفخر الوطن وترقى ألإنسانية. هل سمعتم أن الوطن كرّم -بن فريد- بوسام رفيع تقديراً لأدواره ووطنيته وحبه للأرض والإنسان، الذي حمل معاناته معه أينما حل وأرتحل.

لا يكتفِ هذا -المُحسن- أن يعطي الكثير،بل ويشفع العطاء بفيض من حبه الغزير الزاخر.

وأفضل الناس من بين الورى رجلاً ** تــُقضى علي يده للناس حاجاتُ))

*- فاروق قاسم المفلحي – برانتفورد كندا

 

((عاتبته عندما خرج من مؤتمر الحوار وأعلن انسحابه, وقلت له لماذا لم تمارس حقك في الاعتراض من الداخل وانتم كجنوبيين لكم 50% من مقاعد المؤتمر؟؟, أتحدث عن أحمد بن فريد الصريمة, الشيخ القبلي والسياسي الجنوبي والتاجر والمستثمر المعروف إقليميا, قال لي: شاب رأسي من العمل السياسي وعرفت الباب من العنوان هذا المؤتمر لن ينجح وإذا نجح على المستوى النظري سيفشل على المستوى العملي.باعتقادي أن عمل الصريمة كرجل أعمال واحترافه تلك المهنة هي ما جعلته يتنبأ بما حصل, فالسياسي عندما يكون رجل أعمال أيضاً فانه لا يحب المراوغة ويميل إلى الوضوح في العمل السياسي كالوضوح الذي في العمل التجاري المعتمد على لغة الأرقام لا على الوعود الفضفاضة, لذلك غادر الصريمة المؤتمر لأنه عرف أن الوقت الذي سيمضيه في المؤتمر لن يكون مفيداً له ولا للقضية الجنوبية التي حملها)).

*- علي البخيتي – عمان –الأردن

 

((إن الشيخ الصريمة يقضي القليل من السويعات في العمل المكتبي وجل وقته يقضيه ميدانيا في تفقد أعماله في مختلف مناطق سلطنة عمان ولذلك تزيد ساعات نزوله الميداني من 12 ساعة وهذا هو أسلوب عمله ويتضح منه أنه رجل يتململ من الجلوس في المكتب لساعات طويلة إلا إذا فرض عليه ذلك الشديد القوي كلقائه بمسئولين أو برجال أعمال عرب أو أجانب ويتضح من ذلك أيضا أن الرجل يصحو مبكرا وينام مبكرا.

انفق الرجل أموالا وبسخاء ولا يزال ينفق في حالات منها تبني الطلبة المتفوقين والأعمال البحثية النوعية ودعم الحالات المرضية المستعصية قد تراها في عدن ، وقد تراها في ارض الآباء والأجداد (العوالق) وقد تراها في مناطق أخرى هنا وهناك وللرجل تجربة في التعامل مع قضايا معينة كتقديم مساعدات نقدية وعينية كلفتها عشرات الملايين من الريالات وكل ما يهمه الشفافية في العمل لأنه يبدي ارتياحا كبيرا عندما تصل المساعدات إلى مستحقيها )).

نجيب يابلي - عدن

 

((البعض قال انه باحث عن المجد والشهرة والسلطة بحجة تطاوله وتماديه على القيادات الجنوبية عندما وصفهم بقيادات منتهية الصلاحية. كان محقا في ذلك فهي عاهات سياسية ابتلي بها شعبنا في الجنوب وصارت مزمنة و مستديمة لا تريد أن تفارقنا، كانوا ولازالوا يواصلون بعقلية العصابات. فالصريمة لم يكن من قادة التأميم وتكميم الأفواه والسحل والتنكيل ولا في إطار الولاء آت الحزبية والصراعات المناطقية السياسية الدموية السابقة، أو من قادة حرب 94 على الجنوب وسياسة الضم والإلحاق والفيد وان أراد السلطة فهو لن يحتاج التزكية أو شهادة حسن سير وسلوك من احد فهو ليس من الفئة التي استأثرت بالسلطة في السابق وللعودة تتسلق على أكتاف العمل الثوري والركوب على مظلة القضية)) الجنوبية."

*- رضوان سعيد العتيق"- عدن

 

((كم أحزننا رحيلك وأثر على أنفسنا ليس لأنك عولقي ومن الصعيد.. بل لأنك جنوبي الأصل والمنشأ وقد دخلت المعترك التعليمي والسياسي والعسكري مبكراً لكي تحلق بالعمل القيادي في الجنوب  بعد الاستقلال، وبقيت شامخاً بما تعلمته في القانون والمحاماة وكنت من أفضل رجال الأعمال وأبيت إلا أن تكون جنوبيا بمشاريعك ، وقائدا في حرب صيف 94 الظالمة على الجنوب ووقوفك مع أبناء الجنوب و لن نوفيك حقك يا فقيدنا الوطني .. احمد بن فريد وفي الأخير لا نقول إلا ما قاله الصابرون إنا لله وإناإليه راجعون ونسأل الله أن يغفر لك  ويسكنك فسيح جناته)). 

*- العقيد علي احمد الحاتله -شبوه        

 

(ودعنا من أيام الشيخ أحمد فريد الصريمة .. رحل الشيخ كما يصفه محبوه وحتى أعدائه .. رحل بعد حياة عاصفة وصراع قاس مع المرض ..وصراع أكثر قسوة وأكثر رخاء مع الحياة ..لم يكن رحيله رحيل رجل عادي .. لأنه كان رجل غير عادي ، لم يكن كسائر أفراد جيله ممن فرضتهم في الواجهة أنسابهم فقط أو أبرزتهم ولمعتهم الأحزاب... هو من أكرم العائلات العولقية لكن ما فرضه إلى جانب ذلك بصمات وميزات شخصية ميزته عن سائر جيله ..

♦أقرأ في رحيله رحيل جيل جنوبي كان طابعه ثأري. . فالثار والإقصاء لم تكن سمة حكام ذلك الجيل الذي أضاع وضيع بل اتسم به أيضا كثيرا ممن عارضوه فلم ينتج المعارضون له معادلة قواسم مشتركة فيما بينهم حتى الآن ...فضاعوا وأضاعوا وضيعوا !! كأن لسان حاله يردد:

وما أنا إلا من غزية أن غوت / غويت وان ترشد غزية ارشد

♦ رحل رجل كان مشروعا بحد ذاته .. كان حاد الطبع السياسي ، فبالرغم من انه نهل تعليمه من الغرب واخذ شهادته في القانون من أرقى جامعاتها إلا انه لم يدير عمله السياسي كما تقتضيه المدرسة الغربية بل بطريقة الصوت العربي الذي لا يعرف منطقة وسطى في الخصومة السياسية ، ولا قبول للتفاوت في التحالف السياسي ..

كان من أشد خصوم الخيار الاشتراكي في الجنوب لكنه كأقرانه بالمقابل الذين لم يبدعوا جبهة عريضة لمناهضته ... لم يدخر جهدا ولا مالا علاقة في مناهضته ومقاومته ليس على مستوى الجنوب ..بل وله ادوار مركزة لمنع تمدده فكرا وممارسة على مستوى الإقليم....

وعسكريا فقد كان طابع إدارته لمعاركه في الجنوب يقارب " النكف القبلي " في زمن لم يعد النكف قادر على مواجهة الجيل الثاني من الحروب ناهيك بجيلها الرابع . )  

*- (صالح علي الدويل) شبوة – العوالق

 

(ربما يتبادر إلى الذهن تساؤلات أساسية عن كيف تمكن هذا الرجل العملاق الذي خرج في يوم اسود في حياته وحياة أسرته الكريمة حافي القدمين من حاضرة بلاد العوالق وعاصمتهم التاريخية والقبلية مدينة الصعيد الباسلة والصامدة بعنفوان وجودها التاريخي العريق وكيف تمكن من شق طريق النجاح  في مسالك الحياة الوعرة والموحشة وفي ارض الاغتراب حتى توصل إلى ذرى المجد وغرد من قمم النجاح صدى اسمه حتى بلغ الآفاق وامتلك ثروة وشهرة عالمية وكان بحق مثالا جذابا لشخصية الإنسان الجنوبي التي تحولت إلى شخصية كونية أصبحت محط الأنظار أينما حلت .

لا توجد شخصية رأسمالية لعبت في مضمار السياسية بصورة مباشرة وغير مباشرة مثل شخصية العملاق الصريمة والذي خلق توجهات صادمة في عالم السياسية المظلم والرهيب قلما يفقها إلا الراجحون في علومها والمبحرون في أعماقها السحيقة .، كان معلما ومغامرا وناجحا بامتياز  في ملاعبها و فارسا لا يشق له غبارا في ميادينها .، كما كان ذو فضل وباع طويل في مضمار العمل الخيري يحتسب عظيم أجره عند الله سبحانه وتعالى .

تحية وتعزية لشعب أنجب مثل هذا العملاق الخالد والراحل الشيخ احمد الصريمة العولقي .

وانه بحق شعب وقبيلة خلقت لتبقى وولادة بالرجال الصناديد القادرين على صناعة المجد والتاريخ وتوارثهما كابر عن كابر وجيلا بعد جيل .)

*- (عمر الحار)

 

*- للإطلاع على الحلقة الرابعة : أضغـــــــــــــط هنـــا