سيرة الشيخ: أحمد فريد الصريمة: وتأسيس ‘‘منظمة العاصفة‘‘ (الحلقة الثالثة)

2017-06-05 23:01
سيرة الشيخ: أحمد فريد الصريمة: وتأسيس ‘‘منظمة العاصفة‘‘ (الحلقة الثالثة)
شبوه برس - خاص - الصعيد شبوه

 

أنشأ الشيخ أحمد فريد الصريمة "منظمة العاصفة" في عام 1974م وشارك معه في القيادة الشيخ/ منصور بن ثابت النهدي وعن ذلك يقول الصريمة:

توجهنا إلى الربع الخالي من شروره إلى عُمان وقطعنا مسافة (1150 كيلومتراً) حتى (المثلّث) في عُمان.. واستغرقت رحلتنا(17 يوماً) حيث كنا نمشي في رمال متحركة وكان معنا دليل من قبيلة (الصيعر) وأخذت السيارات تغرز في الرمال وكنا نقضي أحياناً يوماً كاملاً نقطع خلاله (2كيلومتراً) فقط!!

كان معنا قبائل من جميع أبناء الجنوب.. وكانت سياراتنا من نوع "دوج" وقمنا بشن حرب عصابات.. وكانت "الجبهة الشعبية" في "حوف" والجبال المحيطة بسلاله.. أما نحن فقد كنا على الشريط الصحراوي المتجه إلى "حضرموت" وقد قمنا بعدة عمليات عسكرية..!

 

وفي إحدى المرات ونحن عائدون من إحدى العمليات وصلنا إلى مكان يسمى "حزر" وقالوا لنا: لا يوجد إلا طريق ضيق بين جبلين.. وحذرونا من أن الطريق مزروع بالألغام، وكان لا بد أن نغامر.. حيث المسافة إلى الحدود(450كيلومتراً) وعبرت جميع السيارات وعددها ثمان سيارات أما الأخيرة فقد انفجرت بلغم أرضي ضخم، وكان فيها أربعة مهندسين وثلاثة طباخين.. سقطوا جميعاً شهداء!!

 

ثم دخلنا إلى مركز "سناو" واشتبكنا مع القوات الشعبية (المليشيا) وفي الليل انسحبوا.. وكانت المسافة التي تفصلنا عن مركز "ثمود" (80كيلومتراً)! وكان عبارة عن مركز قديم مبني بالحجارة من أيام الإنجليز وقمنا بتفجيره حتى أصبح حفرة كبيرة محيطها أربعة أمتار!!

ثم دخلنا إلى منطقة "العوامر" بالقرب من "سيئون" وهذا أقصى مكان يمكن الوصول إليه.. حيث دخلنا ومكثنا يومين.. ثم إلى مكان يسمى "الساروب" وعندما علم بنا إتباع النظام الشمولي قاموا بعملية التفاف علينا، وكانت الدبابات بقيادة الملازم هيثم قاسم ومعه منصر الكلفوت مأمور"ثمود" وأطلقوا علينا النار ونحن متوجهين إلى الحدود وكان معنا مدافع عيار(75ملم).. و معي أفضل مدفعجي هو سعيد محسن الطوسلي.. حيث تمكنا من تحطيم دبابتين ودمرت لنا سيارة وأصيب بعض الجنود معنا!!

 

كانت تلك المعركة ما بين "حلية وحدر" ثم قاموا بإغلاق الطريق علينا.. وعدنا ومعنا مجموعة من الأدلاء من قبيلة "الصيعر" وأثناء الانسحاب كلما تجاوزنا 5 كيلو مترات زرعنا ألغاماً.. والدبابات كانت تلاحقنا طوال الليل ونسمع دويها..!

وعندما وصلت إلى مضيق كنا زرعناه ألغاماً انفجر أحدها وحطم الدبابة الأولى منها وسدت الطريق ثم توقفوا عن ملاحقتنا!!

 

في الصباح الباكر كنا وسط أشجار بسياراتنا وحلقت في المنطقة ثلاث طائرات ميج، ولحسن الحظ لم تشاهدنا، مع العلم أننا لا زلنا نبعد "مئتي كيلو متراً عن الحدود.!! ثم انطلقنا مسرعين وعددنا (100مقاتل) ومعنا (12سيارة)!!

 

وعن الأحزاب السياسية قال الشيخ أحمد فريد الصريمة:

أنا لا أحب الأحزاب لأنها تجلب البغضاء والضغينة والنفور بين الناس!!

لقد كان مستقلين ونعيش في فرح كلما نفذنا عملية ضد النظام الشمولي!! وكانت إمكانياتنا محدودة.. أما هم فقد كان معهم "حلف وارسو" بالكامل!!

وفي عام 1977م بدأت مجال المال والأعمال بعد تعثر الحركة الوطنية في الجنوب، بدأت تجارتي وكانت بدايتي في "عمان" أسست شركاتي وكنت أتابع الأمور.!!

 

وقد ذهبت إلى "أفغانستان" عام 1979م وقابلت كبار المجاهدين ومعي تبرعات من أهل الخير ومن الدول الصديقة.. وقمت بتوريد أول دفعة من السلاح الروسي الكلاشينكوف وبلغ عددها 45000رشاش .

كما قمت بإحضار أول دفعة للمجاهدين من صواريخ "سام سبعة" لأول مرة في أفغانستان وتم إسقاط أول طائرة بها!

وكنت أتردد كل 4 أشهر.. وقد تعاملت مع كبار القادة منهم:

أحمد شاه مسعود وغيره عام 1979م.. وأنا لا أتعامل مع الشيوعيين كتاجر بل كأعداء، لأن لنا ديوناً كثيرة عندهم!!

 

وبعد انقسام الحكم الشمولي في عدن على نفسه بعد حرب 1986م.. بدأت أتردد على (صنعاء) وقابلت الرئيس السابق على عبد الله صالح لأول مرة عام 1979م وهو رجل شجاع وملم إلماماً جيداً بكل مناطق اليمن.. وسياسته حكيمة ومتوازنة..(هذا الشيخ أحمد فريد الصريمة منطوق لسانه للأمانة وللتاريخ عام 2002م)

 

*- بقلم : د علوي عمر بن فريد

*- للإطلاع على الحلقة الثانية : اضغــــــــــــط هنـــــا