سيرة حياة الشيخ ‘‘أحمد الصريمة‘‘ تسلط الضوء على مرحلة الاستقلال وما رافقها من كوارث (الحلقة الأولى)

2017-06-01 18:26
سيرة حياة الشيخ ‘‘أحمد الصريمة‘‘ تسلط الضوء على مرحلة الاستقلال وما رافقها من كوارث (الحلقة الأولى)
شبوه برس - خاص - الصعيد شبوه

 

يبدأ موقع "شبوه برس" نشر حلقات عن سيرة الشيخ أحمد فريد الصريمة يسرد فيها الكاتب والمؤرخ د علوي عمر بن فريد سيرة الشيخ العطرة ونضالاته ويسلط الضوء من موقع المعايش والمشارك لأحداث ما قبل إستقلال الجنوب وما تلاه من عواصف وكوارث ساحقة لا زال شعب الجنوب يدفع ثمنها ضياعا وقهرا ووطنا جريحا شبه محتل حتى اليوم :

 

الولادة والنشأة:

ولد "أحمد الصريمة " في مدينة الصعيد بالعوالق العليا- الحيد لسود- مقر آل فريد بن ناصر- عام 1946م، والده الشيخ فريد بن محمد بن فريد "الصريمة" وكيل آل علي ، وجده لأمه هو الشيخ محسن بن فريد – شيخ العوالق العليا وأخواله آل محسن بن فريد ومنهم: الأمير عبد الله بن محسن، و نائبه الشيخ فريد بن محسن. ينحدر أحمد من أسرة آل فريد حكام مشيخة العوالق العليا سابقا، وقد نشأ وتربى في كنف أبيه الشيخ فريد ولقب أبيه.. بـ الصريمه" وتعني لغة "إحكام  الأمر والعزيمة فيه "وقد نشأ" أحمد" مع شقيقه الأكبر" صالح " و درس في المعلامة-الكتاب- بالصعيد وتعلم القرآن الكريم وأحكام الدين، ثم أرسله والده إلى عدن والتحق بمدرسة المعلى الابتدائية وقد درس معه شقيقه صالح وابوبكر محمد بن فريد وعوض ابوبكر بن فريد وصالح عبدالله الامير ثم انتقل أحمد الى مدرسة الشيخ عثمان المتوسطة وكان أحمد منذ صغره حاد الطبع لا يقبل الظلم ولا الضيم وكان يتمتع بروح قتالية وثابة رغم صغر حجمه ولكنه لا يخشى ولا يخاف حتى ممن هم أضخم جسما منه من زملائه ..وعندما انتقل إلى مدرسة الشيخ عثمان المتوسطة استفزه أحد الطلبة الأكبر سنا والأضخم جسما واحتد بينهما النقاش والتحدي إلى درجة الاستفزاز والعدوان من زميله فاستل احمد سكينا يحتفظ به في طيات ملابسه وقام بطعن الطالب مرتين حتى سالت دماؤه وأخذ يخور... وحضر المدرسون والطلبة وتقرر فصل احمد من المدرسة ثم انتقل إلى مدرسة زنجبار الوسطى للمحميات ..وعند نجاحه بتفوق إلى كلية عدن وبينما كان يلعب التنس في ساحة الكلية حضر طالب ضخم الجثة اكبر سنا منه وحاول أن ينتزع المضرب من يده ونظرا لعدم قدرته على الشد معه عضليا استل سكينه وقام بطعنه مرتين حتى سالت دماؤه .. وتدخل الخيرون من الأساتذة وكبار الطلبة وتم التسامح بين الطرفين .. هذا  جانب مشرق من شخصية الصريمة ..لا يقبل الذل ولا الاستكانة منذ صغره .

 

كانت مدرسة زنجبار الوسطى للمحميات  تعتمد المناهج الإنجليزية في دراستها وخرجت أجيالاً من الشباب المتفوقين والبارزين، ثم التحق بكلية عدن لمدة 4 سنوات وقد أحرز العلامة النهائية في امتحانات ال ـ G.C.E المستوى العالي، مما أهلّه للحصول على منحة دراسية والتحق بجامعة لندن حيث درس فيها القانون الدولي لمدة 4 سنوات اجتازها بتفوق وأدهش أقرانه من الإنجليز ونال شهادة البكالوريوس بامتياز.

 

عاد "أحمد" إلى الجنوب العربي بعد حصوله على الشهادة في أوائل عام 1967م، في حين بدأت الاضطرابات السياسية والمخاض الثوري يعصف بأرض الجنوب مع اقتراب رحيل بريطانيا عن عدن التي غادرها "أحمد" متوجهاً إلى "الصعيد" مشيخة العوالق العليا للانضمام إلى أهله استعداداً لمواجهة المتسجدات. وفي الصعيد دعا الأمير عبد الله بن محسن بن فريد إلى عقد اجتماع شامل ضم كافة قبائل معن –العوالق- في أكتوبر 1967م، واتفق الجميع على أن منطقة العوالق العليا مؤيدة لجبهة التحرير بعد أن استبعد الجميع الجبهة القومية لوجود عناصر شيوعية فيها.

 

وقد تم تشكيل أمانة عامة لجبهة التحرير بالعوالق ومجلس منتخب كالتالي:

1- الشيخ أحمد فريد الصريمة  أميناً عاماً.

2- الشيخ عمر بن أحمد صالح بن فريد  عضـواً.

3- الشيخ فريد أبوبكر بن فريد  عضـواً.

4- الشيخ محمد حسين آدم بانافع عضـواً.

وباقي الأعضاء من قبائل آل علي وآل محمد.

وبعد أسبوع واحد تم إرسال وفد إلى صنعاء برئاسة الشيخ أحمد فريد الصريمة، وفي الطريق بلغ عدد المنضمين إلى الوفد من رجال القبائل العولقية(150) شخصاً، وعلى رأسهم الأمير عِبد بن عبد الله العولقي والتحق معه سبعون رجلا من قبائل المحاجر، وسار الجميع إلى شمال اليمن عبر قرية "نقاق" ثم وصل الوفد إلى "تعز" وحاول مقابلة السيد عبد الله الأصنج، وقد رفضت جبهة التحرير الاعتراف بالقيادة الجديدة والمنتخبة في العوالق واعتبروا كل ذلك مكايدة.

ويواصل الشيخ أحمد فريد الصريمة قائلاً:

توجه وفدنا الكبير إلى الحديدة وقابلنا المقدم/ علي ماهر أحد الضباط المصريين ، وشرحنا له ما جرى وقال لنا يا إخواني أوقفوا معي [وكنا في غرفة مكتبه الذي يطل على ميناء الحديدة] وقال لنا: انظروا هذه بواخر مصرية، تنقل قواتنا ومعداتنا والروس لن يبقوا في عدن طويلاً، سيأخذون لهم فترة من الوقت ثم سيرحلون،وفي نهاية الزيارة قدم لنا المقدم علي ماهر (300) رشاش روسي وزعناها على رجال العوالق المرافقين لنا.

 

العودة إلى العوالق:

عاد الوفد إلى العوالق في حين كانت بريطانيا قد تواطأت مع الجبهة القومية لإسقاط الإمارات الجنوبية،وتسليمها الحكم في الجنوب العربي، وعندما وصل الشيخ أحمد فريد الصريمة مساء يوم 23/11/1967م في الحادية عشر مساءً، بدأ الهجوم المسلح على آل فريد في الثالثة صباحاً الموافق 24/11/1967م، وشارك احمد في القتال مدة 3أيام بلياليها ضد مليشيات الجبهة القومية ثم خرج آل فريد بالاتفاق مع جيش الجنوب مع عائلاتهم و جميع أسلحتهم ومقتنياتهم وأغراضهم الخاصة إلى السعودية.(من كتاب أعلام العوالق) تأليف د.علوي عمر بن فريد

 

*- بقلم: د. علوي عمر بن فريد

*- موقع "شبوه برس"