اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي : عدم انضمام عمان وحضرموت لإتحاد الجنوب العربي (الحلقة السابعة)

2016-12-12 12:33
اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي : عدم انضمام عمان وحضرموت لإتحاد الجنوب العربي (الحلقة السابعة)
شبوه برس - خاص - عدن

 

كتاب لرئيس الدولة الاتحادية ووزير المعارف سابقا الوزير محمد حسن عوبلي - عرض وتلخيص د. علوي عمر بن فريد

(الصورة للسلطان فضل بن علي العبدلي سلطان لحج وزير الدفاع الإتحادي يستعرض سلاح الهجانة)

 

في الفصل الخامس عشر تطرق الوزير عوبلي الى نفي زعماء الرابطة وإبعاد السلطان علي عبد الكريم وقال: في ذلك الجو السياسي ومعارضة الرابطة لقيام اي اتحاد للولايات الغربية لا يشمل عدن وحضرموت وقام السير ويليام لوس الحاكم العام بحماقة بوحي من المعتمد البريطاني المستر تريفاسكس عندما أرسل ويليام لوس قوة عسكرية بريطانية – عربية مشتركة تتألف من أربعة آلاف جندي ومائتي دبابة ومصفحة وسيارة عسكرية لاحتلال السلطنة العبدلية احتلالا عسكريا وإلقاء القبض على زعيم الرابطة السيد محمد علي الجفري واخويه عبدالله علي وعلوي علي الجفري دون ابلاغ السلطان علي عبد الكريم بذلك معتقدا ان السلطنة العبدلية رأس الحربة في معارضة الاتحاد.

 

وتمكن الجفري من مغادرة لحج الى اليمن، اما شقيقه عبدالله فقد القي القبض عليه وارسل الى جزيرة سقطرة، أما علي علوي الجفري الذي كان في العوالق العليا فقد تمكن بفضل دفاع بعض رجال القبائل عنه من الفرار الى اليمن، وفي نفس العام 1958م اصدرت الحكومة البريطانية بيانا بعدم دخول السيد شيخان الحبشي المحامي، والسيد احمد عمر بافقيه الى عدن، واعتقد السير ويليام لوس انه بذلك قد تم تصفية حزب الرابطة ولكن حدث العكس تماما اذ اكتسبت عطفا شعبيا، وتمكن الجفري من فتح مكتب لها في القاهرة، اما السلطان علي عبد الكريم فقد ثارت ثائرته على ما حدث وتقابل مع السير ويليام لوس عدة مرات دون جدوى ثم سافر الى لندن واجرى مفاوضات ولكن دون نتيجة تذكر!! وقطع زيارته وحاول العودة الى بلاده ولكنه فوجئ ببيان اصدرته حكومة لندن تعلن فيه سحب اعترافها به ومنعه من دخول عدن.

 

واجتمع المجلس التشريعي اللحجي تحت الحراب البريطانية وخلع السلطان علي عبد الكريم رسميا، واختير السلطان فضل بن علي العبدلي خلفا له!!

ولم يكن خلع السلطان علي عبد الكريم امرا يسيرا بل هز المنطقة كلها لأن الجميع قد أدركوا اليوم ان أي سلطان أو أمير يخرج على ارادة الحاكم العام البريطاني معرض للخلع في أي لحظة مهما كانت شعبيته!!

وحدث ذلك بالفعل مع السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي عندما انسحب من المفاوضات الدستورية التي جرت في لندن في حزيران عام 1964م!!

 

وفي الفصل السابع عشر تطرق الوزير عوبلي الى دمج عدن في الاتحاد فقال:

في بداية عام 1961م عالج السير تشارلس جونستون ووزارة الخارجية البريطانية مشكلة عدن بطريقة راديكالية وعمل على تحقيق مشروع توسيع "اتحاد امارات الجنوب العربي" ودمج عدن فيه مع الابقاء على فصل حضرموت والمهرة ومسقط وعمان خارج الاتحاد.

وقد كلفني السيد تشارلس جونستون بوضع مذكرة ضافية عن طريق دمج عدن.. وقد فعلت ذلك وأشرت الى أن دمج عدن سيثير ثائرة الشعب العدني وسيعمل على تحطيم الاتحاد مالم يتم استفتاء عام!!

وذكرت انه مالم تدخل حضرموت والمهرة وعمان فإن أي اتحاد لن يستطيع البقاء طويلا وسينتهي بكارثة!!

 

وكان الحزب الوطني الاتحادي وهو الجناح الذي انفصل عن الجمعية العدنية ورئيسه السيد حسن علي بيومي وأمينه العام السيد عبد الرحمن جرجره الحزب الوحيد الذي أيد مشروع الدمج كما ورد في "الكتاب الأبيض"!!

 

وفي 24 سبتمبر 1963م اجتمع المجلس التشريعي العدني للتصويت على دمج عدن في الاتحاد وسط مظاهرات عارمة خارج المجلس حركتها النقابات العالمية بزعامة السيد عبد المجيد الأضج الذي كان ضد دمج عدن في الاتحاد لأسباب أخرى!!

وماكادت عدن تتجاوز ازمة الدمج في الاتحاد حتى فوجئت الحكومة البريطانية بقيام ثورة اليمن في 26 سبتمبر 1962م، وقد ترنحت حكومة عدن تحت هذه الضربة لأنها تدرك سلفا مدى أبعادها وتأثيرها على المنطقة كلها!!

 

لم تكن الثورة اليمنية مفاجأة لبريطانيا ولكن طريقة اخراجها كان مفاجأة مذهلة لها.. فاكتفت بحصر الاشتعال في اليمن دون أن يمتد الى الجنوب العربي وحتى هذا لم تتمكن من تحقيقه في النهاية..اذ ان ثمانية واربعين ساعة غيرت مجرى تاريخ الجنوب العربي فلو أن العكس حدث. اي لو قامت الثورة اليمنية يوم 24 سبتمبر واجتمع المجلس التشريعي يوم 26 سبتمبر لكان التصويت ضد دمج عدن واعلان قيام دولة مستقلة.. يقع عبء الدفاع على عاتق الاسطول البريطاني في قاعدة  عدن البحرية.. في حين تترك الامارات لتدير شؤونها بنفسها!!

 

*- يتبع

*- للإطلاع على الحلقة السادسة : أضغـــــــط هنــــا