أهمية استعادة دولة الجنوب للانتصار في الدفاع عن الوجود العربي

2016-12-11 08:13

 

نظرا للأهمية العالمية للمضايق والمعابر المائية والجزر التي تطل عليها دولة الجنوب مثل مضيق باب المندب وخليج عدن واللذان يربطان البحر الأحمر وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط شمالا ويربطان عبر بحر العرب الاجزاء الشرقية والجنوبية والغربية من العالم. كان الصراع الاسرائيلي-العربي للتحكم بهذه المياه منذ انشاء الكيان الصهيوني في خاصرة الامه العربية من قبل دول الاستعمار والاستكبار الاجنبي في اربعينيات القرن العشرين.

 

- وقد تأكد للعالم العربي والاسلامي والعالم كله أن ضمان أمن الدول المطلة على هذه المضايق والمعابر والجزر والخلجان والأمن القومي العربي وامن العالم كان ولايزال يقتضي ضرورة وجود دولة وطنية بجيش وطني تشرف عليها مثلما كانت دولة الجنوب وجيشها الوطني قبل انصهارها في دولة الوحدة اليمنية الفاشلة.

 

- كانت أكبر خدمه تقدم لدولة اسرائيل الصهيونية هي ما حصل منذ بداية الوحدة وحتى الان من تامر وتدمير جيش الجنوب القوي. فأصبحت عصابات ومليشيات الشمال والتي تحكم بطريقة المافيات واللا دوله هي من تعبث بأمن العالم باستغلال هذه المضايق والجزر والمعابر البحرية لتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح وارسال الإرهابيين وتدريبهم واستقبالهم واخفائهم بالتنسيق مع الدول الإقليمية التي ترعاهم وبعض الدول العظمى التي يهمها امن دولة إسرائيل الصهيونية. وجعلها الدولة القوية والمسيطرة على هذه الممرات والبحار والمعابر المائية.

 

- فخنق اسرائيل واضعافها في حالة الحرب مع العرب يبدأ بالسيطرة على باب المندب ومنع وصول الامدادات اليها من الدول الغربية. وقد حصل ذلك في حرب اكتوبر 73م وانهزمت اسرائيل من العرب.

 

- لذلك فإسرائيل لا تريد ان تتكرر تجربة حرب 73م وهزيمتها آنذاك. وقد استفادت من درس تلك الحرب عندما هزمت من الجيوش العربية (مصر وسوريا) وكان دور جيش الجنوب في هذه الحرب تامين واغلاق مضيق باب المندب ومنع دخول أي دعم عسكري بحري لإسرائيل في عهد الرئيس الشهيد العادل سالمين.

 

- فأنشئت في تسعينيات القرن العشرين القاعدة الإسرائيلية في إرتيريا لتطل وتتحكم وتسيطر على باب المندب وخليج عدن وممرات البحر الأحمر حتى إيلات، موجهه للعرب تحديات مصيريه وحرب للبقاء امام محاولة تفتيتهم واضعافهم وخاصه الدول العربية المطلة على هذه المياه والمعابر والمضايق.

 

- من جهة اخرى وعندما شنت عصابات صنعاء الحرب الثانية على الجنوب في مارس 2015م كان ولازال تحالف المقاومة الجنوبية والرئيس هادي كممثل للشرعية المحلية والدولية والدول العربية المتحالفة بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية يعتبر (تحالف المصير المشترك) في الحرب على المتمردين في صنعاء انتصارا للمصير المشترك. وليس تحالف تكتيكي للضرورة كما يروج له البعض.

 

- فتعبير التحالف التكتيكي يقلل من حقيقة العمل الجبار الذي يؤسس له في البيت العربي بحسب اتفاقيات الجامعة العربية التي اكدت على الامن القومي العربي المشترك بالشراكة في الدفاع عن وجودنا كعرب. وهي شراكة حقيقية في الموقع والجغرافيا والجيرة والتاريخ واللغة والارث الحضاري والديني والدم.

 

- من هذه المنطلقات بادرت المقاومة الجنوبية بما يحمله أبطالها من نخوه عربيه متأصلة فيهم منذ عهد الملوك الغساسنة والمناذرة العرب الجنوبيين حراس البوابات الشرقية والشمالية والجنوبية لجزيرة العرب وكانت هذه النخوة هي الدافع لصد وهزيمة ادوت دولة فارس القادمة بجيوشها الجرارة من الشمال في مارس 2015م.. وهو أول انتصار للعرب على الدولة الفارسية التي احكمت قبضتها على بعض الدول العربية الأساسية بدءا بلبنان والعراق وسوريا واليمن الشمالي. وكان السبب في اهداء هذه الدول لفارس هو أنفسهم الحكام العرب وخلافاتهم بسبب التفكير الطائفي المذهبي المهيمن على عقولهم واستعاضتهم الشراكة مع الشعوب العربية بالشراكة مع عصابات طائفية مذهبية تهدد وجودنا العربي كقوة بين الامم. بعد رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.

 

- اذاً من الخطأ ان نعتبر البعض ذلك تحالف تكتيكي ينتهي بانتهاء الضرورة والمصلحة الآنية. لان التحالف التكتيكي يلغي القواسم المشتركة ويتنكر لها وأكبر مثال على ذلك حين اعتبر الرئيس اليمني السابق صالح الشراكة مع السعودية ودول الخليج طوال ال 50 سنه تحالف للضرورة ينتهي حين وجد مصلحته مع إيران وهي الدولة التي لها اطماع وعداء مع اغلب الدول العربية.

 

-ايضا حزب الاخوان اليمني والذي اشترط حتى يشارك مع المقاومة الجنوبية والتحالف بتحرير تعز الشمالية ان تسلم لقياداته بعد تحريرها. مثل هذا النظام الذي كان يقود الشمال بطرفيه الهارب والمتمرد يقدم مصالحه على حساب الامن القومي العربي معتبرا ما يعتمل هو تحالف تكتيكي فرضته الضرورة مفرطا في امن ووجود العرب. فكان الرد غضب عربي للتأكيد على الشراكة بين ابناء الجنوب ودول التحالف العربي والدفاع عن الامن والوجود العربي.

 

- التحالف من أجل المصير المشترك. يبقى ولا ينتهي بانتهاء المصلحة لماذا؟ لأن باب المندب وخليج عدن لن يتغيرا ولا شعب الجنوب بما يملك من إرث تاريخي وحضارة موغلة في عمق الخليج وممرات تخنق او تفتح العالم للخليج ومصر وجميع الدول العربية. وما يعمل الان هو تأسيس لشراكه لا تنتهي بين الدول العربية وامنها القومي العربي وشعب الجنوب الذي اثبت بأصالته انه لا يطعن اشقائه في الظهر حتى حين كان يعاني من قهر واباده من الاحتلال الشمالي لم يفرط ويتحالف مع أحد ضد اشقائه العرب والذي للأسف كانوا الداعمين الاساسيين لعصابات صنعاء.

 

- اذاً المفهوم الواضح انه حين اعتبرت قيادات صنعاء بطرفيها الهاربة او المتمردة تحالفها لنصف قرن مع الخليج تحالف تكتيكي للضرورة وليس شراكة في المصير والوجود. وانقلبت لبيع ظهر العرب لإيران التي تعادي العرب هنا. بدأت الحرب لاستعادة الشراكة الحقيقية. ولم تجد دول الخليج الا الأصالة الجنوبية ممثلة بالمقاومة الجنوبية الممثلة بأبناء الجنوب الذين صمدوا امام أدوات فارس وأمنوا باب المندب مثلما أمنوه فبل الوحدة الفاشلة حفاظا على الامن القومي العربي والامن والاستقرار في المنطقة.

 

- بظني أن لأمور في الاخير ستؤول للحفاظ على الجنوب الأصيل كسياج امن للأمن القومي العربي ضد الأطماع الفارسية بعد أن تخاذلت كل النخب والأحزاب في الشمال وتحالفت مع قادة التمرد في صنعاء .وستحصل شراكه كامله وحقيقيه بين الجنوب ودول التحالف العربية بعد ان تأكد ان الوحدة اليمنية اصبحت عامل لزعزعة استقرار الامن القومي الخليجي والعربي والعالمي .وان الاجدى فك الارتباط بسلاسة بين الشمال والجنوب لان استمرار الوحدة وإعادة عدن لتتبع المركز في صنعاء .يعني اعادة التأثير الثقافي والديني والاقتصادي والأمني ليصبح الجنوب بعد سنوات يتبع اجندة دولة فارس لأنه يتبع قادة المركز في صنعاء .وتحت ضغط الحاجه وتأثير الثقافة الدخيلة سيصبح أبناء الجنوب اداة انطلاق وراس حربه بيد صنعاء لقتال اشقائهم في الخليج .مثلما الان مقاتلي محافظتي تعز واب الشماليتين السنه. اداة انطلاق لقتال ابناء الجنوب ويشكلوا 70% من جيوش عفاش والحوثي المتمردة.

 

(منذ ان حبانا الله بوطنا من خيال / جنات عدن وبحارا وسهولا وجبال / وخيرات تحت الارض تكفينا ذل السؤال / وشعبا طيبا مؤمنا ماله مثال / ومنذ ان ابتلانا الله بحكام اشباه الرجال / اصنام تحتل الفنادق والقصور/ ونحن في موقد الظلم نفور / نحن الغنائم توزع على كل القدور / تلتهم لحمنا عصابة يقودها دجال / تغتال مننا في الجنوب الثوار والابطال / وتضطهد شعبنا عقودا من الزمن في الشمال)