عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر 1839-1918

2016-11-26 07:49
عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر  1839-1918
شبوه برس - خاص - عدن

 

(فقرة من كتاب)

وفي عهد البوكيرك تم أول اتصال مباشر بين الحبشة والبرتغال في 1509م وقد ابدت الحبشة حينداك رغبتها في التعاون مع البرتغاليين لاعلان الحرب العامة على المسلمين وعلى الدولة المملوكية التي كانت تتزعمهم بوجه خاص وقد رحب.ايضآ البرتغاليون بعقد تحالف مع.الحبشة المسيحية لتطويق العالم الاسلامي من الجنوب وتوفير مراكز بحرية لهم في داخل البحر الاحمر لمهاجمة الحجاز ومصر اليمن في ذلك الحين وكان يهدف.البوكيرك الى السيطرة على عدن التي كانت تعتبر اكبر مستودع تجاري في جنوبي البحر الأحمر وذلك لكي يتمكن من الا ستفادة من موقعها الممتاز المتحكم في مضيق باب المندب لأغلأق البحر الأحمر وتأمين طريق البرتغال.الجديد حول رأس الرجاء الصالح ولهذا قام البوكيرك بمهاجمة عدن في 24مارس سنة،1513م ثم نقل معاركه البحرية

بعد ذلك الى داخل البحر الأحمر...وكان يحكم عدن من قبل.الطاهريين الامير (مرجان )الذي اضطرب لضهور البرتغاليين وسارع بطلب النجدة من السلطان عامر بن عبدالوهاب سلطان الدولة الطاهريةبجنوبي اليمن ونظرآ لانشغال هدا السلطان بحروبه مع الأمام الزيدي للسيطرةعلى صنعاء فقد تأخر في ارسال النجدة لحاكم عدن وقد اعتمد اهالي عدن على انفسهم وعلى حصانة مدينتهم الطبيعية في صد العدوان البرتغالي ولقد استبسلوا في دفاعهم حتى

اضطر البرتغاليون الى الأنسحاب الى سفنهم بعد ان تركوا خلفهم بعض قتلاهم وقد انتقم البرتغاليون لأنفسهم وذلك بالقيام بأعمال تخريبية فأحرقوا حوالي أربعين سفينة كانت رأسية بميناء

عدن بعد ان استولوا على ماتحمله من بضائع بل انهم اتجهوا بعد ذلك الى مضيق باب المندب حيث نفدوا الى داخل البحر الأحمر وقد مروا بالمواني اليمنية

المطلة على البحر الأحمر وصلوا الى جزيرة كمران الواقعة امام ميناء الصليف شمالي.الحديدة وقد استولوا على الجزيرة في مطلع شهر ابريل سنة،1513م وقاموا باعمال تخريبية مثل ردم الأبار حتى لأتنتفع هدة. الجزيرة،بها اي قوة معادية خاصة وانها كانت محطة

بحرية عامة بين مواني اليمن والحجاز وقد اتجه البوكيرك بعد ذلك نحو تنفيذ مشروعه الحربي الكبير بمهاجمة جدة غير ان الرياح بددت احلامه واضطرته للعودة الى كمران حيث بقى فيها مدة شهرين

واصل اثناءها اعماله التخريبية في مواني البحر الأحمر فضرب ميناء زيلع بالمدافع مدة خمسة عشر يومآ حتى غادرها الى الهند في اليوم الرابع اغسطس سنة 1513م وبذلك فشل.البوكيرك في الوصول الى جدة أو السيطرة على عدن وأن كان قد.نجح في ان يرسم لحلفائه خطة غزو البحر الاحمر الى اقصى شماله عن طريق المعلومات التي جمعها عن طبيعة البحر الأحمر ومراكزه المختلفه وحركة التجارة فيه هذا فضلآ عن معرفة البرتغاليين بامكانات القوى المسيطرة على هدا البحر حتى يمكنهم التغلب عليها او استقطاب بعضها الى جانبهم كما هو الحال مع امبراطورية الحبشة في ذلك الحين.على ان اهم هده القوى الدي يخشاها البرتغاليون كانت تتمثل في الدولة المملوكية التي زاد اهتمامها بمواجهة هذا الخطر بعد توغل البرتغاليين في داخل البحر الاحمر وكان السلطان (الغوري )يوجه عنايته لاعداد اسطول بحري ثان في ميناء السويس لخوض معركة المصير التي سيترتب على نجاحها حل ازمته الاقتصادية وبالتالي مواجهة الاضطربات الداخلية هدا فضلآ عن اعداد الاساطيل القوية للدفاع عن سواحله شمالية التي كانت تهددها هجمات فرسان القديس يوحنا المقيمين في جزيرة ردوس من جهة،الى جانب تامر البنادقة الذين حالفوه بالأمس لمواجهة الخطر البرتغالي الذي حرمهم من التجارة الشرقية،التي كانوا يقومون بتوزيعها في اوربا من جهة اخرى وكان عجز (الغوري )عن توجيه ضربة قاضية للبرتغاليين قد شجع البنادقه على التحالف مع عدوه الشاه اسماعيل.الصفوي لاحياء طريق التجارة الشرقية عبر ايران والعراق الى موانى الشام على البحر المتوسط بعد ان يهاجم الصفوي المماليك من جهة العراق وتهاجمهم البنادقة من جهة البحر......

   

*- الكاتب /د.فاروق عثمان أباظه.