سلطان ‘‘لحج‘‘ يرفض الوحدة مع اليمن ويبلغ جامعة الدول العربية

2016-05-22 05:54
سلطان ‘‘لحج‘‘ يرفض الوحدة مع اليمن ويبلغ جامعة الدول العربية

السلطان علي عبدالكريم يقف والى يساره السلطان الكثيري والى يمينه بعض أفراد أسرته في زيارة لسيئون 1955م

شبوه برس - خاص - الحوطة لحج

*- خاص لـ شبوه برس -

 

كان السلطان علي بن عبدالكريم العبدلي سلطان لحج حكيما عندما رفض الوحده مع المملكه المتوكليه اليمنيه عام 1948م حيث كان يعتبر أن نظام الحكم في صنعاء يعيش عزلة أقليمية ودولية ويتنهج سياسة داخلية متشددة مع انعدام خدمات الصحة والتعليم كمثال ,على العكس من سلطنة لحج العبدلية التي إستنّت نظام حكم متطور (دستوري) يعتمد الإنتخابات التشريعية والفصل بين السلطات وهو نفس النهج وأسلوب الحكم الذي أسسه السلطان العالم الفقيه (المتحدث بخمس لغات) السلطان صالح بن غالب القعيطي في المكلا وكانت السلطنتان الأرقي عمرانا وتعليما بين كل سلطات ومشيخات الجنوب العربي باستثناء مدينة عدن .

 

سعت المملكة المتوكلية اليمنية بكل ما أوتيت من قوة ومن دهاء إمتاز به حكامها أن تستميل السلطة العبدلية وعاصمتها حوطة لحج الإنضمام اليها أو الدخول في وحدة يتم الإنقلاب عليها لاحقا وهو ما تنبه له السلطان المستنير جلالة السلطان علي عبدالكريم العبدلي (خريج كلية فيكتوريا بالأسكندرية) ورفضه تماما وقدم طلبا للجامعة العربية للانضمام الى عضوية بعض لجانها الأمر الذي رفضه ملك اليمن حينها عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة  .

 

موقع " شبوه برس" يعيد نشر رسالة سلطان لحج :

 

وقد بعث رسالة سلطان لحج إلى الجامعة العربية عام 1948

        الموضوع: رفض فرض الوحدة مع شعب متخلف

        ...

        الرسالة التي قدمها السيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارة المصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م

        وضح فيها مزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدع مجالاً لأولئك الذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن

        وهذا نص المذكرة السياسية التي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربية والوفود التي حضرت جلسات الجامعة في شهر فبراير 1948م

        حضرة صاحب الدولة

        بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم على اعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومة اليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعة الدول العربية عامةً كما اطلعنا على نشريات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حول هذا الطلب وإني بصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرف بأن أقدم لدولتكم المذكرة الآتية

        أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتين وثلاثين عاماً وقبل أن يكون للانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقل اليمن بمائتي سنة

        ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها مع الانجليز معاهدة صداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمين العام.

        - ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيا في مقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلة منها تدفع نحو أربعين ألف روبية.

        - رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاً ولا يوجد فيها مستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيا في أي دائرة ولا المحاكم الشرعية.

        - خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغبات العربية القومية ولكنها لا تقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي من دستور أو قانون وتطلب من جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيق الأوضاع الحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورى والحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.

        فمن هذا يتضح ما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماع ردنا عليها والوقوف على وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذي لم يراع الأصول السياسية المتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.

        وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام

        8 ربيع الثاني 1367هـ مستشار عظمة السلطان

        18 فبراير 1948م الإمضاء

 *- من أرشيف - شبوه برس -