السعودية تفاجئ عفاش بمعلومات خطيرة عن (العقل المدبر) لاغتيال الرئيس الأسبق أحمد الغشمي

2016-05-19 21:28
السعودية تفاجئ عفاش بمعلومات خطيرة عن (العقل المدبر) لاغتيال الرئيس الأسبق أحمد الغشمي
شبوه برس - متابعات - صنعاء

 

نشرت صحيفة الوطن السعودية معلومات عن ملابسات مقتل الرئيس أحمد الغشمي، تؤكد براءة المتهم الرئيس في القضية، وهو سالم ربيع، المعروف بسالمين.

 

وأوضحت مصادر مطلعة أن ما تم تداوله على مدار سنين طويلة، لم يكن إلا نتيجة مراوغة وخداع اشتهر به الرئيس السابق علي صالح.

جاء ذلك بعد أن نشرت الصحيفة " في عدد سابق، تفاصيل وأدلة تورط الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في مقتل الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي.

وقبل ان نخوض بالتفاصيل ننوه الى انه قبل سنوات نشرت وثائق للمخابرات الروسية تسرد تفاصيل التصفيات التي تمت في عدن ابان حكم الحزب الاشتراكي وكيف امتدت الى الشمال وانه تم تجهييز الحقيبة التي انفجرت بالرئيس الغشمي في عدن.

 ووفقا لمعلومات الصحيفة السعودية  لم يكن أحد يستطيع، قبل سقوط صالح في 2011، الحديث أو النقاش داخل اليمن أو حتى خارجها، عن مقتل الحمدي، ومن بعده الغشمي، لتبقى الحقيقة غائبة، لا يملك مفتاحها إلا الشخص المنفذ، الذي استطاع أن يصرف الأنظار عنها سنين طويلة، مشتتا التفكير فيها، متعمدا تفتيتها بين أشخاص ومجموعات وقبائل وحتى دول، متبعا أسلوب التمويه والتدليس، لتضليل الرأي العام اليمني، وإقناعه بأن مقتل الحمدي غير معروف منفذه، وقاتل الغشمي هو الرئيس اليمني الجنوبي علي سالمين.

وأوضحت المصادر أن صالح خادع الشعب اليمني، فصدقوا كذبته ومكيدته ودجله وخداعه، بينما أضحت رقاب عدة، نسيا منسيا، مشيرة إلى أنه عندما خطط للوصول إلى السلطة كانت أمامه "عقبات" لا بد أن يتجاوزها، فتخطاها بقتل الحمدي، ثم اغتيال الغشمي، مؤكدة أن تلك الاغتيالات تمت خلال فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر.

وثائق تاريخية

تؤكد وثائق تاريخية أن القاسم المشترك بين عمليتي اغتيال كل من الحمدي والغشمي، أن مدير الأمن في تعز حينئذ، الرائد علي عبدالله صالح، كان حاضرا وشاهدا ومنفذا لهما. ففي يوم الثلاثاء11 /10 /1977 يوم مقتل الحمدي، قدم صالح من تعز إلى صنعاء، وبرفقته قادة عملية الغدر، كما كان موجودا في كل غرف العمليات التي نفذت الجريمتين.

واستطاع المخلوع، الوصول إلى هرم السلطة، على جثامين قيادات سابقة، وشخصيات بارزة، وكانت الأشهر الثمانية كافية لتحقيق هدفه. وبذلك اعتلى خبير التصفيات الفردية والجماعية عرش السلطة على ضفاف أنهار دموية. وبعد تهاوي عرشه بدأت الحقائق تظهر، كاشفة النقاب عن مقتل الحمدي والغشمي.

 

مطالبات بتحقيق دولي

لا يكف أقارب الرئيس أحمد الغشمي، عن المطالبة بتحقيق دولي في ملابسات مقتله، إلا أنهم يرون أن الوقت الحالي غير مناسب لذلك، مؤكدين أن تثبيت الأمن والاستقرار والتخلص من الانقلابيين أولوية في الوقت الراهن. وفي هذا السياق، قال أحد أفراد أسرة الغشمي "الوقت ليس مناسبا للخوض في ذلك، لدينا مشكلة مع الانقلابيين وعلينا أن ننتهي من هذا الموضوع أولا، وعندما تقوم الدولة سنحقق في الأمر". وأضاف "وضعنا الحالي سيئ، ونحن نرضخ لظلم استمر 40 عاما، وأهدر أموالنا وسفك دماءنا وهتك أعراضنا، ولكن لن نخضع مهما فعلوا وعملوا، ولن نجعل العملية شخصية، ولكنننا سنثور عليه في إطار الوطن والحق. وبعد الثورة الشبابية سيعلم الجميع أن الظلم وقع على كامل الشعب وليس علينا وحدنا، والموضوع ليس مقصورا على مقتل الغشمي أو الحمدي، ولكن هدفنا الحق وأن يعرف الناس القتلة، وتلك مسؤولية تاريخية، ولهذا نريد تحقيقا دوليا عادلا يبين الحقائق".

التفجير داخل المكتب

أكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف، أن الأمر بحاجة إلى بحث وتدقيق كبيرين، مشيرا إلى أن أهم الوثائق المتاحة، هي تقرير لجنة التحقيق التي كان يرأسها القاضي محمد الحاجي، وضمت في عضويتها مدير القضاء العسكري، المقدم عبدالوهاب الشامي، ورئيس الجهاز العسكري للأمن الوطني، محمد حنيف، وعضو المحكمة العسكرية الرائد عبدالمجيد السامري، وعدد من الأطباء. وأردف "التقرير بيدي، ويتضمن أسرار من قتل الحمدي، وهناك وثائق وشواهد وشهود، والتقرير الطبي يوضح الإصابات التي لحقت بالغشمي أثناء التفجير ومدى خطورتها من عدمها"، مفندا الرواية القائلة بأن المدعو مهدي أحمد صالح المعروف بتفاريش هو الذي جاء من الجنوب وفجر الحقيبة وقتل الغشمي وقتل نفسه.

واسترسل بالقول "اللجنة الطبية فيها أطباء وقضاة وعسكريون ورجال أمن، وأكدت أن إصابة الغشمي كانت بسيطة في الجزء العلوي من جسمه، وتمثلت في احتراق بعض الشعر، بينما التفجير استهدف الجزء السفلي ودمره تماما، وهو ما يكذّب رواية أن تفاريش دخل مكتبه قادما من الجنوب وبحوزته حقيبة متفجرات، إذ إنه في هذه الحالة يفترض أن يكون الجزء العلوي من جسم المستهدف مدمرا تماما بخلاف ما حدث فعلا".

واستشهد بشهادة العقيد محمد الهما الذي كان يومئذ بمكتب الغشمي، حين قال "لم أكد أغلق الباب حتى حدث الانفجار ودفعتني قوته للسقوط على الأرض". وتابع خصروف "الإشارات والمعنى العام للتقرير أن التفجير كان داخل المكتب، والرئيس سالمين ليست له مصلحة في قتل الغشمي، والدولة عندما تفكر في عمل كهذا تفكر في عمل شامل تستبدل فيه نظاما بآخر، أما أن تقتل رأس الدولة وتترك بقية النظام ومؤسساته ورجاله وجيشه فذلك غير مفيد"، واصفا اتهام سالمين بالأمر العبثي، مشيرا إلى أن الوثائق تشير إلى أن الغشمي لم يقتل بحقيبة متفجرات.

مؤيدو الشرعية

أكد حسين الغشمي وقوف أسرته مع عاصفة الحزم، وقال "أعلننا تأييدنا لها منذ انطلاقها، ونحن مع أي قرار يتخذه الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي، ونرحب بعودة النظام لليمن ونرفض الانقلاب جملة وتفصيلا، وعلي صالح هو من دعم الحركة الحوثية التي بداخلها كثير من التيارات، ومستقبل اليمن سيكون زاهرا، وما قام به الملك سلمان فاتحة خير لليمن، والمملكة يهمها استقرار اليمن، فهناك روابط كبيرة بين البلدين والشعبين".

اغتيال مخطط

تحدث حسين الغشمي عن المضايقات التي واجهته هو وأسرته عقب الانقلاب على الشرعية، وقال "حاولوا اغتيالنا أكثر من مرة، وكنت أريد مغادرة اليمن قبل العاصفة بأيام قليلة، ولكن ظروفا منعتنا، وعندما حضرت العاصفة عقدت العزم على البقاء في البلاد والمشاركة في تحريرها". ولفت إلى أن صالح طلب أسرة الغشمي قبل سنتين من الثورة لمقابلتهم وربما لتكريس أن والدهم قتله الحمدي، وأضاف "أرسل مسؤولا حكوميا مقربا إليه، وقال لنا إن الرئيس يحب أباكم ويريد مقابلتكم، ورفضنا الاستجابة لدعوته، إدراكا منا بأن ذلك مجرد كلام لا أساس له، وأن اغتيال الرئيسين الحمدي والغشمي كان مخططا، وعلي صالح كان رأس الحربة في عملية الاغتيال".

قتل الرؤساء الثلاثة

أوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن قضية اغتيال الروساء الثلاثة: الحمدي والغشمي وسالمين هي قضية واحدة، وقال "الرئيس أحمد الغشمي لم يقتله الجنوبيون كما يشاع، بل قتلته المجموعة التي قتلت الحمدي وبالمخطط نفسه، وصحيح أنه كان هناك تواصل وتنسيق بين مخابرات الشمال والجنوب لتنفيذ العملية، ولدي وثائق موجودة ومكتوبة بالاسم، توضح هوية المنفذ، والموضوع كبير جدا ولا يمكن الانتهاء منه في يوم وليلة".

وعما تم ترويجه من إشاعات لتمويه الحقائق إبان حكم المخلوع قال "كانت لدينا قناعة بأن من قتل الحمدي هو الغشمي، ومن قتل الغشمي هو سالمين، وهذه الصيغة تداولها الناس، ولكن مع الأحداث التي حصلت وجدت أن القتلة جلسوا حولنا، وظل القاتل يدور حول الجريمة، ويحوم حولها، حتى كشف نفسه، واتضح أخيرا أن ذلك الخبر القديم لم يكن سوى تلفيقات".

علاقة الغشمي بسالمين

أضاف المصدر "كان الغشمي مقربا من الحمدي، وتشير الرواية إلى أن الأول قتل بمكتبه عبر حقيبة مليئة بالمتفجرات، ولكن تم اختراق الشخصيات التي حوله قبل اغتيال الحمدي، وقبلها اغتيال عبدالله الحمدي شقيق الرئيس، وخيوط القضية ظلت خافية إلى الآن، ولكن بعد حين ستظهر الحقيقة، وأنا أبرئ عبدالله عبد العال من اغتيال مشايخ تعز، وكان هذا بالتنسيق بين علي صالح وشخص يدعى صالح مصلح، ومحمد يحيى الأنسي كان مدير مكتب أحمد الغشمي ولديه معلومات، وليس هناك من يستطيع أن يقول الحقيقة، فالجميع لديهم مصالح، ونحن خارج المعادلة تماما".

معرفة الحقيقة

قال حسين الغشمي، نجل الرئيس اليمني الأسبق، في حديث إلى "الوطن" إنه لا يهم الأسرة حاليا إلا مشكلة اليمن، مشددا على أنه يجب أن تعود الشرعية لمكانها، وأن تسلم الميليشيات سلاحها وأن ينتظم الجميع في العملية السياسية. وتابع "بالنسبة لموضوع الاغتيالات، فهذا ليس شأنا شخصيا، وليس والدي أو الحمدي وسالمين ملكا لأهلهم فقط، ولكن هم ملك لليمن كله، لأنهم حموا البلاد وحافظوا على السلطة، ويحق للشعب أن يعرف قاتل هؤلاء الذين حكموهم، ونريد على هذا الأساس أن يكون هناك تحقيق عادل". وأردف "أسرة الغشمي تريد من القتلة أن يتركوها في حالها بكرامة، ولا نطالب بشيء، حتى ولو متنا جوعا، ولكن لا نقبل أن يهينوننا في أنفسنا وحياتنا، نحن نعرف القتلة، ولكن إن كان غريمك القاضي فإلى من تحتكم؟".

خطة قديمة

عن الظهور الأخير، لصالح واتهاماته للسعودية، قال حسين الغشمي "هذه لعبة قديمة، والشارع اليمني يعرف ذلك، ورمي الاتهامات جزافا هو من الأساليب القديمة التي عرف بها صالح.

الذي يحاول أن يثير الناس ضد السعودية"، مشيرا إلى أن المشاركين في قتل الحمدي كلهم يكنون العداء للمملكة، ويتبعون لأجندات دول معينة. وتابع أن الرئيس سالمين كان مقتله باتفاق بين استخبارات الشمال والجنوب، في إشارة إلى جهة منفذة وأخرى مدبرة، وقال "الحقيقة أن الغشمي كان متفاهما مع سالمين تماما، وكان الحمدي تربطه علاقة طيبة بالاثنين"، مضيفا أن والده تنبأ باغتياله عقب مقتل الحمدي. وتابع "هناك شخص اسمه صالح مصلح، من العناصر الأساسية في ترتيب الاغتيالات، وكان متواصلا مع علي صالح، وله دور كبير في اغتيال المشايخ في تعز، ولكن القاتل يظن أنه يمتلك كل شيء، ويسيطر على كل شيء، وكان يتخلص من أي شخص حتى لو كان ضابطا إذا حاول إبداء رأيه".

مكان الاغتيال

أكد حسين الغشمي، أن والده اغتيل في المستشفى إثر إصابته بحروق في انفجار استهدف مكتبه، وقال "نبرئ الرئيس سالمين من اغتيال والدي، والصحيح أن أبي لم يقتل في وقت الانفجار الذي حدث بمكتبه، كما يشاع، وإنما قتل بالمستشفى العسكري. فأثناء الانفجار أصيب والدي بحروق بسيطة فقط، وقُتل الشخص الموجود عنده، وتم قطع رأسه وأخفيت هويته لكي لا يتم التعرف عليه، ولم يكن الهجوم بحقيبة متفجرات كما أشيع، وليس له علاقة بسالمين".

وأشار حسين الغشمي إلى خطة منظمة وضعت لتصفية الرئيسين الحمدي والغشمي، رغم المعلومات المضللة التي دأب النظام السابق على ترديدها باستمرار، موضحا أن الهدف من وراء ذلك التضليل، توجيه الاتهامات إلى السعودية. وتابع "الهدف الحقيقي من إخفاء الحقائق تحميل السعودية وزرا لم ترتكبه، ليكون ذلك مبررا للهجوم عليها دوليا ومن داخل اليمن، بينما القاتلون معروفون"، متوقعا كشف أمر الفاعلين قريبا أمام المجتمع اليمني كله، مؤكدا أن ثورة 2011 لها الفضل الأساسي بعد الله في بدء انكسار وفضح هذه المنظومة.

قال العميد الركن حمد دهمش إن الرئيسين أحمد الغشمي، وسالم ربيع المعروف "بسالمين" قتلا في يوم واحد، وكان علي صالح حينها له علاقة قوية وكبيرة بالقيادة العامة للقوات المسلحة في صنعاء ويعد الرجل الثاني، مضيفا أن صالح له دور رئيسي في مقتلهما. وتابع: "الرئيس سالمين عندما حضر جنازة إبراهيم الحمدي توعد بالانتقام من قتلته، فشعر صالح بالخطر هو وزمرته، فتمت تصفية الغشمي وسالمين بالتزامن".

وفتح دهمش ملفا يحوي بعضا من السيرة الذاتية للمخلوع، وقال "اكتشفنا أخيرا أن صالح رئيس مافيا لتهريب المخدرات، وكنت أعمل مديرا عاما لمديرية المندب، وهو كان يسيطر حينئذ على مديرية ذباب وكان تهريب المخدرات يأتي عن طريقها، وكان له عناصره، كما كان يوجه أحد أقاربي لتنفيذ هذا المشروع".

اغتيال المحقق

الصديق المقرب من علي صالح، اللواء عبدالواحد الدعام، هو أحد الشخصيات التي عاصرت مرحلة الرئيسين الحمدي والغشمي وربطته علاقة قوية بهما، وأوضح في حديث إلى "الوطن" أنه كان صديقا شخصيا للرئيسين الحمدي والغشمي. وعن مقتل الأول قال "حدث أن اتصل بي الغشمي ودعاني إلى بيته، واستغربت تلك الدعوة ولم أستجب لها، وسمعت لاحقا بمقتل الحمدي وعرفت من نفذ العملية. وكانوا قتلوا عبدالله الحمدي قبل أخيه الرئيس إبراهيم بساعات قليلة". وأردف: "الحمدي كان يحب السير بمفرده دونما حراسات، وحضر للغداء وقتل إلى جانب أخيه بمنزل الغشمي، وعلي عبدالله صالح ومن معه هم الذين نفذوا الجريمة".

وأضاف أن مدير الأمن السياسي يومئذ، محمد خميس، كلف بالتحقيق في مقتل الحمدي، مستدركا أنه قتل في كمين نصب له على طريق الحديدة، لتدفن القضية تماما بمقتله.

وتابع الدعام "صالح يقف خلف كل المشكلات في اليمن، ومن المعلوم أنه يميل إلى الغدر، بدليل أنه قتل الحمدي الذي شجعه وساعده، وقد استمعت لحواره الأخير على قناة "روسيا اليوم" وعلاقتي ومعرفتي به كبيرة جدا، وسمعت مقابلته، وكلامه كذب".

وانتقد هجوم صالح على السعودية، وقال "شاهدته مؤخرا عبر إحدى القنوات وهو يوجه التهم إلى السعودية، بينما موقفها معنا مشرف ودعمت كل اليمنيين، وهي التي أنقذت الأمة الإسلامية والجزيرة العربية ودول الخليج من التدخل الخارجي".

واسترجع شريط أحداث الماضي فاتحا خلال حديثه ألبوم الذكريات، وقال: " كنت لواء أدرس في الكلية الحربية، ومن طلابي نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ورئيس الأركان اليمنية محمد المقدشي، وخرجت 21 دفعة، ولي مكانتي العسكرية بصفة الرتبة العسكرية ومكانتي القبلية بصفتي شيخ قبائل إب وشيخ قبائل رضمة اليمنية".