تقارير
من ملفاتهم السوداء(2) : محافظ الجوف يفضح تجار الحروب والمحروقات (فيديو)
هذا الرجل قوي ولايخشى اسلوبهم في التشهير والمغالطة
في أول بادرة من نوعها حضر محافظ محافظة الجوف، اللواء حسين العجي العواضي، قبل أيام، مؤتمرا صحفيا مناهضا له، نظمه عدد من شباب حزب الاصلاح المنضوين في إطار ما يسمى بمنسقيه الثورة في الجوف.
وفاجأ حضور المحافظ بحسب حاضرين- منظمي المؤتمر الذين اتخذوا من حضوره مبررا للانسحاب بينما كان يطالبهم بالبقاء، مخاطبا اياهم: "انتم دعوتم الى هذا المؤتمر وطالبتمونا بالرد على اتهاماتكم لنا وها نحن امام وسائل الاعلام قولوا ما لديكم وسنرد بالحقائق.. ان اردتم ان تسمعوا الحقيقة لكنكم تما رسون السحر وتخشون بطلانه امام الناس".
وكانت المنسقية دعت في بيان لها الى حضور هذا المؤتمر الذي اوضحت انه سيتناول قضايا فساد بارقام وصفتها بالمهولة، وحددت مكان المؤتمر في صالة المجمع الحكومي دون تنسيق مع السلطة المحلية وعلى رأسها محافظ المحافظة الذي وجه المعنيين بفتح الصالة واستقبال اعضاء المنسقية الذين احتجوا على صعوده الى المنصة للجلوس الى جوارهم في المكان المفترض ان يكون مكانه كمحافظ للمحافظة وراس السلطة فيها.
كما كانت المنسقية دعت في بيانها قيادة المحافظة الى ارسال مندوبيها للرد على حقيقة ارقام المبالغ التي قالت انها نهبت،الا ان المحافظ حضر شخصيا ليرد على الاتهامات الموجهة ضده في سياق حملة اعلامية متواصلة منذ اشهر اتهم قيادات في حزب الاصلاح بادارتها.
وقال العواضي: "في الوقت الذي نمر فيه بظروف استثنائية تستدعي منا جميعا ان نصطف صفا واحدا في مواجهة المليشيات الانقلابية نجد للاسف الشديد اشخاصا ومجموعات لايعرفون معنى الدولة وقيمتها لبناء مشروع المستقبل.. ومن الجريمة ان هناك رجالا واطفال ونسا يقدمون التضحيات وهناك من يدعون الأكاذيب باسمهم.. وقد استمرؤوا صمتنا الى الحد الذي يعترض فيه مهرب المحروقات) في اشارة الى احد اعضا المنسقية(على صعود محافظ المحافظة الى منصة الصالة الرسمية".
وأوضح : "نحن نعد حزب الاصلاح في مقدمة المقاومة واحد الحواضن الوطنية في هذه المعركة وبعض التصرفات الحمقى من المحسوبين على هذا الحزب لن ثنينا عن موقفنا تجاه موقعه في هذه المعركة على وجه الخصوص لكن بعض قياداته يجدون ان افضل طريقة لاستقطاب الجماهير هي الوظيفة العامة وقد تفاجأت أن هذه القيادات قدمت لي قوائم باشخاص من الحزب طلبت اصدار قرارات بتعيينهم في ادارات المحافظة".
واشهر العواضي امام عدسات الاعلاميين قائمة قدمت له من رئيس حزب الاصلاح عبد الحميد عامر واخرى مقدمة من القيادي في الحزب "الشيخ الحسن ابكر".
كما ابدى استغربه من ان قيادات الاصلاح لم تذكر في هذه القوائم تغيير مدراء منتمين لحزبهم رغم انهم يعملون في صنعاء مع المليشيات كمدير المالية الذي قال انه نقل كل الملفات المالية الى صنعاء لمزاولة عمله هناك مع سلطة الانقلابيين.
وأفاد العواضي : "قلنا من اللحظة الاولى انه لامكان لمن وقف مع المليشيات ولا تعيين الا بحسب الكفاءة ومقتضى المصلحة دون املاءات من اي طرف وقد اصدرنا قرارات اقتضتها الضرورة وكانت باشخاص يتبعون حزب الاصلاح كونهم يتناسبون مع المهام التي كلفوا بها بعيدا عن انتمائهم الحزبي".
وفيما كان احد اعضاء المنسقية قال في كلمته بهذا المؤتمر ان اجمالي المبالغ المحصلة من قبل السلطة المحلية من غرامة المحروقات المقرة من قبل اللجنة الامنية في المحافظة وصل إلى 624 مليون ريال؛ متهما السلطة المحلية بنهب هذه المبالغ؛ أكد العواضي ان اجمالي المبالغ المحصلة منذ 29 مارس حتى 6 من الشهر الجاري هي 309 ملايين و 715 الفا و723 ريالا.
واشهر المحافظ امام عدسات الاعلاميين نسخا لسندات استلام من هذه المبالغ المصروفة على الاوجه التي تم تحديدها وفقا لقرار اللجنة الامنية في اجتماع وزعت نسخا من محضره في هذا المؤتمر حيث حددت اللجنة نسبة 60 % للمجهود الحربي و20% للجوانب الانسانية و20% للسلطة المحلية.
كما وزعت نسخا من محضر اجتماع اللجنة في 29 مارس والذي اقرت فيه فرض غرامة على المحروقات المهربة وتحديدها بمبلغ 5 ريالات على كل لتر.
ولفت العواضي إلى أن فريق تحصيل الغرامات والمراجع المالي جميعهم من حزب الإصلاح، متطرقا الى حيثيات قرار اللجنة الامنية بفرض الغرامات، وكذا تحديد اوجه صرفها.
وبين نسبة كل بند وماتم صرفه والمبلغ المتبقي.وعلى منصة صالة المجمع الحكومي التي كانت مغطاة بشعارات المؤتمر المناوئ له فند المحافظ العواضي الاتهامات الموجهة اليه عبر الحملات الاعلامية المتواصلة من قبل عناصر وقيادات في حزب الاصلاح قال انه صبر عليها كثيرا وخاطب قياداتهم لكن لم يردعهم احد عن مواصلة تزييف الحقائق بغرض النيل من المحافظ في محاولة للضغط عليه حتى يستجيب لمطالبهم وينفذ املاءاتهم. وقال: "نرى وجوها لم تلفحها الشمس ولم تشتم رائحة البارود تزايد على من ضحوا"، وسخر من وصف هؤلاء مشاركته في جبهات القتال بالاستعراض قائلا :"نحن ندعو هؤلاء الى ان ياتوا معنا الى جبهات القتال ليمارسوا هذه الحالات الاستعراضية ليكونوا معنا في هذا الاستعراض الوطني الذي نتشرف ان نشارك فيه"، متسائلا "اين كان هؤلاء عندما كنا نستعرض في البياض التي لو اصطفوا حولنا وساندونا فيها لتغيرت معالم المعركة.. ونحن نعرف ان ذلك المكان الذي استعرضنا فيه لا زلنا ننزف دما الى اليوم حتى نصل اليه".
وأضاف : "عملت منذ وصولي الى الجوف على تغيير الصورة النمطية التي رسمها النظام السابق عن ابنا المحافظة فيما يعمل هؤلاء على تكريسها .. اتيت للجوف وكان الناس يبحثون عن ابسط الاشيا.. الماء،الكهربا، الدواء، المحروقات، وبذلت جهدي فيما استطيع وهذا ليس منة على احد وانما هذا هو ما يحتم علي واجبي ويحتمه علي ضميري ومسؤولياتي الوطنية في هذه المرحلة وفي فترة وجيزة تعرفون ما تغير وكيف اصبحت الجوف المحافظة الأولى خاصة في توفر المحروقات، ويعرف الجميع ان المستشفى الوحيد في المحافظة كان مقفلا..
يتهمني هؤلاء بالاستيلاء على مستحقات الجرحى وانا اقول ليسمع القاصي والداني انه لم يصرف لي اي مبلغ باسم الجرحي او باسم الجبهات التي لست مكلفا بالمشاركة فيها كمحافظ للمحافظة لكن شعورنا بالمسؤولية الوطنية يدفعنا لمشاركة ابطال الشرعية تضحياتهم من أجل الوطن".
واختتم العواضي بالقول: "نستمد قوتنا من الله سبحانه وتعالى، ومن وطنيتنا الصافية الساطعة ومن ذمتنا النقية".
وكان انسحاب اعضاء المنسقية محل استنكار الحاضرين والصحفيين الذين كانوا يطالبونهم بالجلوس على ذات المنصة الى جوار المحافظ حتى يتسنى لكل طرف طرح ما لديه والرد على اسئلة الصحفيين على اعتبار انها كانت فرصة للمكاشفة بالحقائق، مبدين اسفهم من تصرفات اعضاء المنسقية الذين يدعون تمثيل شباب الثورة والذين لولا انسحابهم من المؤتمر لكان شكل نموذجا حضاريا يستدعي أن يتمثله كل المسؤولين والمناوئين لهم
*- مجيب الناصري – الجوف
