حركة ‘‘الاخوان المسلمين‘‘ كيف تكونت وما أهدافها ووسائلها

2016-04-25 20:14
حركة ‘‘الاخوان المسلمين‘‘ كيف تكونت وما أهدافها ووسائلها
شبوه برس - خاص - المكلا

 

                       -- الحلقة الثانية – 

" وقع اعتراض على مسمى الصحوة و اضافتها الى الإسلام ، في حين الامر يتعلق بصحوة المسلمين والشعوب لا بصحوة الإسلام . وتبين الصحوة هي امتداد للحركة السلفية ولمدارس التجديد من حيث سندها الفكري ، وانها برزت في عصرنا كرد فعل على العلمانية في المجتمعات العربية وهي من جانب اخر رد فعل في وجه التحديات الحضارية المعاصرة ( المدارس الحديثة ) بمختلف مظاهر الثقافة والتنوير في الوطن العربي وهي مناجاة في وجه الغزو الفكري والاقتصادي والعسكري المسلط على العالم العربي والإسلامي .

 

تكوين الجماعات : -( السلفيون )-

وهده الجماعة تعتقد أن ليس في مقدورها أبدا ان تواجه السلطة أو المجتمع الجاهلي من حيث أنهما يملكان من أسباب القوة ما يمكنها من قهر الجماعات الدينية و اذلالها ، وان سبيل الرشاد في هاتين الحالتين هو انكار ما تقوم به السلطة من انتخابات تحت مسمى مجتمع ديمقراطي بل وذهبت بعيد من ذلك أن الحاكم ولي الامر ويجب على الامة طاعته وعدم الخروج علية ( حتى وان ولي عليكم عبدا حبشي ) كما جاء في الحديث ، وما يحدث في المجتمع الجاهلي بالقلب وليس باللسان . والسبيل الى إقامة الدولة الإسلامية وبناء المجتمع الإسلامي هو التربية الدينية – تربية الراغبين من الافراد ، الأبناء حتى يصبحوا اهلا لتمثيل النسق الإسلامي في الانسان المسلم . ودليل هذا الجماعة هو الاية القرانية –( يا أيها الدين امنوا عليكم بأنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم )- وأسباب الهدايا عندهم أن يمارس الانسان حياته على أساس من المبادي الدينية ، ومن القيم الإسلامية التي جاء بها القران الكريم والتي سنها عمليا أو قولا سيد المرسلين ( ص ) ثم ما جاء عن السلف الصالح من اعمال هي الخير الذي يجب أن يحتذى – على أساس أن هذا السلف الصالح هو النمودج البشري الذي يجب أن يقتدى به . و أنه من هنا كان اهتمامهم البالغ بسيرة سيد المرسلين وسير النمادج البشرية من الصحابة والتابعين . وأنهم يمارسون حياتهم اليوم كما يمارسها هؤلاء من قبل : الالتزام بالمبادي الدينية ، والقيم الإسلامية .وبالرغم أن هذه الجماعة السلفية ضد الجمعيات الخيرية وتعتبر العمل بها عمل تنظيمي مؤسسي ولهم وجهة نظر ، تجاها وهم ضد الأحزاب والديمقراطية ويعتبرونها كفر وتتعارض مع الكتاب والسنة ..

 

ثانيا: الاخوان المسلمون :-

و هذه الجماعة هي التي لاتزال تحمل اسم الجماعة الام ، بعد أن دفعتها الظروف السياسية القاسية الى التخلي عن اسلوبها الأول في امتلاك التنظيم السري وأدوات القتال العسكرية وأساليب الاغتيالات . وسبيل هذه الجماعة هي محاربة الانحراف والفساد وفي الخروج عن سنن الإسلام ، انما هي الدعوة باللسان – أي تعليم الناس حاكمين ومحكومين الكتاب .

والحكمة ، لاخراج الناس من الظلمات الى النور ، وهداية الناس الى الحق والى الطريق المستقيم وشعار هذه الجماعة هو الدعوه الى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحوار مع الناس بالتي هي أحسن ..

وترى هذه الجماعة أن من سبل الرشاد اقامت العلاقات الحسنه مع الذين يرجي اصلاحهم في المجتمع ، وحديثا دخلت الجماعة في تحالفات سياسية مع أحزاب علمانية ويسارية و شيوعية وقومية وشاركت الى جانبهم او بقوائم معهم في الانتخابات الأخيرة في مصر وتونس واليمن والسودان ومصر وباكستان ، ويعتبر ذلك خروج عن اهداف الجماعة ( الام ) وهو انحراف كامل ولكن البعض يعتبره تكتيك وفهم لفقه الواقع المعاصر اليوم وبل تجديد  وترى الجماعة أن من سبل الرشاد اقامت العلاقات الحسنه من الدين يرجي اصلاحهم و أن تكون ممارستهم للحياة اليومية في المستوى الأفضل – كي يصبح الأخ المسلم النمودج الذي يقتدى به . والاية القرانية التي يمثلون بها في كل موقف هي –( يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ، وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس .

 

ثالثا : جماعة الهجرة والتكفير :

هذه الجماعة عرفت إعلاميا باسم الهجرة والتكفير ، وهي جماعة ترى نفسها الأحق بات تحمل اسم الاسم ، من حيث انها الفرقة الناجية . والنضال ضد الدولة الكافرة التي تحكم بغير ما أنزل الله ، وضد المجتمع الجاهلي الذي يمارس حياته بتشريعات من وضع البشر ، هو واجب ديني والنصر فيه لجماعة المسلمين من حيث ان القران الكريم هو الذي يقرر (( و ان جندنا لهم الغالبون ))- انا لننصر رسلنا والدين امنوا في الحياة الدنيا ).و النضال عند هؤلاء لا يبدا في الحال ، أنما لابد له من أن يأخذ المسار التاريخي الذي مضي على سنته أنبياء الله وهذا المسار يتميز بثلاث مراحل .

أ‌-    مرحلة الدعوة الى اعلاء كلمة الله وهي مرحلة علنية ، ولا تكون اسرية فيها الا للضرورة من الضرورات . وفي هذه المرحلة يلقي الداعون من العنف والاضطهاد ما قد يكون فوق الطاقة ، فقد

فقد يخاصم الابن اباه والبنت أمها ، وقد يعتزلون من يعيشون معهم من الأهل والأصدقاء – لكن عليهم بالصبر وتحمل الأذى في سبيل الله ، ورفع شان الإسلام وهذه المرحلة عند الجماعة هي مرحلة الاختبار و الامتحان – حيث يتميز الخبيث من الطيب ويعرف الثابت على الحق من المنافق .

ب‌-   وهي المرحلة الثانية : هي المرحلة التي يبدأ فيها الصراع ويشتد فيها البلاء ، والتي قد تزهق فيها الأرواح . وفي هذه المرحلة يعتزل الداعون الى الله المجتمع الجاهلي ، ويهاجرون الى أرض تحفظ عليهم ايمانهم و أرواحهم . وفي هذه المرحلة تكون التخلية التي يسلط الله فيها الكافرين بعضهم على بعض ، وينزل الله عليهم من المصائب ما قد يدفع بهم الى الافاقة من جاهليتهم وهجرة المهاجرين لا تكون للتخلية بين الله والمجتمع الجاهلي فحسب ، و انما تكون أيضا للحفاظ على أرواحهم ولتربيتهم التربية القتالية .

التي ستمكنهم من العودة الى المجتمع الجاهلي والتغلب علية ، كما هو حاصل اليوم من صراعات على السلطة والثروة في الوطن العربي ،

ج- وهي المرحلة الثالثة : وهذه المرحلة هي مرحلة العودة وقد اشتد عودهم وأصبحوا جند الله الذين ينتصرون حتما على جند الشيطان ، والدين يعبدون الله في الأرض ، ويزيحون الشيطان ..

*- الشيخ عبدالله راجح اليهري

يتبع