إنسانية المجتمع السويسري : بسلاح الديمقراطية السويسرية ترفض طرد المجرمين الأجانب من بلادهم

2016-02-28 19:49
إنسانية المجتمع السويسري : بسلاح الديمقراطية السويسرية ترفض طرد المجرمين الأجانب من بلادهم
شبوه برس - خاص - زيورخ

 

رؤيتان متعارضتان: مُلصقات دعائية مؤيدة ومعارضة للمبادرة الداعية إلى الطرد الفعلي للمجرمين الأجانب معلقتان في محطة القطار الرئيسية في زيورخ

 

أسدل الستار في هذا اليوم 28 نوفمبر 2016 أربع قضايا هامه تنافس عليها الأحزاب والبرلمان وكذلك الحكومة بشتى وسائل الإعلانات والدعايات والندوات والصحف وجميع أنواع التواصل الاجتماعي وذلك لأقناع الناخب بوجهة نظر كل طرف والذي سوف يحدد مصيرها الناخب السويسري

 

نستعرض لكم النتائج النهائية بحسب الأهمية وهي كالتالي 

 1- مبادرة طرد الأجانب   

هزيمة مدوّية لمبادرة مثيرة وانتصار للقيم والمبادئ السويسرية

تشير النتائج النهائية إلى رفض غالبية الكانتونات الحضرية الكبرى، لمبادرة حزب الشعب بنسبة 66.1% في زيورخ، و63.7% في جنيف، و69.4% في بازل المدينة. لكن موجة الرفض هذه شملت أيضا مناطق ريفية في سويسرا في العادة تؤيّد أطروحات اليمين، وتقليديا هي أكثر تحفظا، حيث لم تستجب هذه المرة لنداء حزب الشعب، فقد رفضت أبنزل – رودس الخارجية مبادرة الطرد الآلي للمجرمين الأجانب بنسبة 55.3%، وكذلك فعلت غلاروس بنسبة بلغت 51%. في المقابل، أيّدت كل من أبنزل- رودس الداخلية، وأوبفالد، ونيدفالد، وشفيتس، والتيتشينو المبادرة بنسب تتراوح بين 50.6 و59%.

فقد لعبت المنظمات الاقتصادية وكل النقابات، وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان وعن دولة القانون يعارضون مبادرة حزب الشعب. كذلك نزلت العديد من الشخصيات العامة من خلفيات مختلفة إلى الساحة لحث الناخبين على عدم التصويت لهذه المبادرة

 

2- المؤيدون يفوزون بنفق ثان في الغوتهارد

بعد معركة طويلة وشاقة بين المؤيدين والمعارضين، استخدمت فيها كل الوسائل المتاحة، أعطى الناخبون السويسريون الاحد الضوء الأخضر لشق النفق الطرقي الثاني بالغوتهارد. وقد كان الفوز من نصيب المؤيدين بأغلبية مريحة بلغت 57%، لم يستثن من ذلك سوى كانتونيْ فو وجنيف بنسبتيْ رفض على التوالي 54% و55%. ويفسّر ذلك بخشيتهما أن يؤدي بناء نفق ثان في الغوتهارد إلى تعطيل مشاريع خاصة بالبنية التحتية في منطقتيْهما.

ويثير نفق غوتهارد الذي يشقّ جبال الألب ويربط شمال البلاد بجنوبها ويبلغ طوله 16.9 كيلومترا، الجدل والمشاعر في سويسرا بانتظام، وهو ما حصل بالفعل خلال الحملة الانتخابية الأخيرة: لم تخفت طيلة اسابيع الاصوات المعارضة لشق نفق ثان أو المؤيّدة لذلك، وشارك في احياء هذه الحملة السياسيون والمهندسون والأطباء، ورؤساء البلديات، والمنظمات الاقتصادية، ناهيك عن المدافعين عن البيئة.

 

وقد اتخذ التدافع بين المعسكريْن اشكالا مختلفة تراوحت بين المؤتمرات الصحفية الاسبوعية، والملصقات واللافتات الكبرى في الشوارع والاماكن العامة، بالإضافة إلى الحملات الإشهارية على المواقع الإلكترونية وعلى شبكات التواصل الاجتماعية وفي الأخير انتصر معسكر بناء نفق اخر

 

3- رفض مبادرة العدالة الضريبية

 بالنسبة لمبادرة "من أجل الزواج والأسرة – لا لتجريم الزواج"، فقد حصلت على تأييد أغلب الكانتونات السويسرية، لكن لأن أغلبية ضئيلة بلغت 50.5% رفضتها، لم تحقق بالتالي الشروط القانونية لقبولها، وانتهت إلى الفشل وهي بنية على أساس تخفيض الضريبة للمتزوجين

 

4- السويسريون لن ينهوا المضاربة على المواد الغذائية

لم يكن مصير مبادرة الشبيبة الاشتراكية التي تحمل شعار "لا للمضاربة على المواد الغذائية"بأحسن من سابقتها، إذ لم تحض إلا بتأييد 40% من أصوات الناخبين وقد يكون سبب هذا الرفض الجارف التأثير الذي مارسته خلال الحملة الانتخابية الشركات الدولية الكثيرة الناشطة في هذا المجال ويوجد مقرها في سويسرا

ويريد المؤيدون لهذه المبادرة فرض حظر على المضاربات في اسواق الاوراق المالية في مجال المواد الزراعية والغذائية، في حين يقول المعارضون إنه أمر غير واقعي، وإذا ما حصلت على الأغلبية فإنها ستلحق أضرارا بالاقتصاد السويسري، وبالكونفدرالية التي أصبحت قطبا عالميا واوروبيا في هذا المجال

.

وتؤيد هذه المبادرة أحزاب اليسار والمنظمات العمالية والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والتعاون الإنمائي في حين تعارضها أحزاب اليمين والوسط والمنظمات الاقتصادية.

 

في رأي عندما تعمل جميع الأحزاب والمعارضة وكافة الجهات الحكومية والبرلمان والدولة من اجل شعبها مهما كان الاختلاف في الآراء فيما بينهما وان كانت جذريه فأن با الأخير الامتثال لخيرات شعبها والخضوع   له حتى ان خسروا معركة الانتخابات هو مقياس النجاح لهذه الدول واحترام شعبها لها

 

أحمد علوي باهارون

سويسرا زوريخ

 

المرجع موقع سويس انفو

صحيفة 20 دقيقه