المناضلة العدنية نجوى مكاوي (1931-1981)

2016-02-17 05:53
المناضلة العدنية نجوى مكاوي (1931-1981)
شبوه برس - خاص - عدن

 

من مواليد محافظة عدن احدى ثائرات  ثورة 14 أكتوبر ضد القوات البريطانية ، وتم تسميه حي باسمها في مديرية المنصورة بمحافظة عدن. تقديرا لنضالها.

 

الثورة والتضحية عدل

المناضلة الجسورة نجوى عبدالقادر مكاوي، تنتمي إلى إحدى الأسر اليمنية العريقة من مدينة عدن، تميزت بالجسارة والشجاعة، انتمت إلى القطاع النسائي لتحرير الجنوب اليمني المحتل (وقتئذ) وكان لها دور ريادي في المظاهرات العارمة بمدينة عدن، والتي كانت تطالب بجلاء الاستعمار وتحقيق الاستقلال، وفتحت منزلها المتواضع في كريتر كمأوى للفدائيين وأعضاء التنظيم، واستطاعت إقناع أهلها بمناصرة الثورة،و تقديم كل أشكال الدعم للفدائيين، ابتداءً من الدعم المادي، ومروراً بتسهيل خزن وتخبئة السلاح، وانتهاءً بالتعامل مع المناضلين كما تتعامل الأمهات مع أبنائهن ولم تبخل في يوم من الأيام بتقديم كل ماتملك لدعم الثورة، حتى إنها باعت ما يزيد عن العشرة منازل كان يمتلكها والدها عبدالقادر مكاوي، الذي كانت هي ابنته الوحيدة .

 

شجاعة وصمود

 

ما هي حكاية سيارتها (فلوكس واجن) .. كانت المناضلة نجوى مكاوي تملك سيارة (فلوكس واجن) سماوي أزرق فائح، وذات مرة قامت السلطات البريطانية بربط سيارتها بسلاسل حديدية إلى الدبابات البريطانية من نوع صلاح الدين، وجرها بالقوة إلى أحد مراكز التحقيق لاستجوابها وممارسة أساليب الضغط والترهيب لإثنائها عن مواصلة نضالها، وباءت كل المحاولات بالفشل لإنها كانت قد تمرست على مواجهة الجنود البريطانيين المدججين بالسلاح، ولم تحنِ يوماً رأسها في مواجهة تحقيقاتهم أو تنهار تحت تعذيبها وضربها بأعقاب بنادقهم.

 

نجوى مكاوي و(سالمين)

 

بماذا كافأها (رفاق الكفاح) بعد الاستقلال بعد تحقيق انتصار الثلاثين من نوفمبر 1967م .

واصلت نجوى مكاوي دورها ونضالها كمواطنة لم تسعَ يوماً من الايام لمنصب أو مركز (قيادي) ولم تدخل في أي صراع سياسي غير موضوعي، وحددت مواقفها دوماً إلى جانب الوطن والثورة، بل انها عندما دعتها الحاجة لبيع منزل لها في حي القطيع في مدينة كريتر، وكان ممنوعاً بيع المنازل في فترة السبعينات (بعد تطبيق قانون التأميم) لم تلجأ نجوى مكاوي إلى القادة العسكريين والسياسيين للبلاد ولم تمد يدها اليهم والذين ظلوا على تواصل معها بزيارتها في منزلها وكانت زوجة للمناضل سعيد الإبي..

كان حدس المناضل الوطني البارز الشهيد سالم ربيع علي «سالمين ، هو الذي جعله يصدر قراراً (استثنائياً) يمنح المناضلة نجوى مكاوي الحق في بيع منزلها ومواجهة قساوة الحياة وهو بكل الاحوال ليس القرار الوحيد الذي اتخذه الشهيد سالمين إزاء المناضلة مكاوي وغيرها من المناضلين الذين رافقوه في فترة الكفاح المسلح ولم يتنكر لهم، وظل يعتبر نفسه ذلك المناضل سالمين حتى آخر يوم في حياته ورحلة عطائه وتواصلت سيرة المناضلة نجوى مكاوي حتى آخر يوم في حياتها في فترة الثمانينات من القرن المنصرم.

 

أول خلية نسائية

 

كيف تشكلت أول خلية نسائية للجبهة القومية في جبهة عدن ، أول خلية سياسية نسائية لتنظيم الجبهة القومية تشكلت في عدن، كانت تضم ثماني مناضلات هن:- نجوى عبدالقادر مكاوي، فتحية باسنيد، نجيبة محمد عبدالله، عائدة علي سعيد، فوزية محمد جعفر، ثريا منقوش، فطوم الدالي، زهرة هبة الله (نعمة).وعقد أول اجتماع في منزل المناضلة نجوى مكاوي في كريتر، والاجتماع الثاني عقد في منزل المناضلة نجيبة محمد عبدالله في مدينة الشيخ عثمان.ولم تكن من الصدفة بمكان.. أن تكون معظم القيادات النسائية البارزة من التربويات الفاضلات ، اللواتي حرصن على حمل الطباشير والكراريس بيد ورفع لافتات التنديد بالمستعمرين في اليد الأخرى.. وكانت المرأة اليمنية في طليعة المسيرات والمظاهرات العارمة التي كانت تشهدها مدن عدن والشيخ عثمان للمطالبة بجلاء قوات الاحتلال البريطانية وخرجت فيها نساء بلادي العزل من السلاح وتصدين للقوات الاجنبية المدججة بالسلاح.ومع استمرار نضالات المرأة اليمنية ورموز كفاحهن، جرى توسع كبير في انضمام عضوات جدد للإطار النسائي للجبهة القومية وتعززت مشاركتهن في نطاق الثورة اليمنية.

 

*- محمد محمد فكري – عدن