شكيب جمن الذي طالما أبكى الكمان ودمعت أوتاره على لمسات أنامله الذهبية (ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا المبدع)

2016-02-06 06:21
شكيب جمن الذي طالما أبكى الكمان ودمعت أوتاره على لمسات أنامله الذهبية (ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا المبدع)
شبوه برس - خاص - عدن

 

صوت الكمان الحزين شكيب جمن.. من هو شكيب جمن ؟ ولد الفنان شكيب جمن في منطقة العيدروس بمدينة كريتر سنة 1949م ، وهو الأخ الأكبر لتسعة أخوة، منذ نعومة أظفاره كان مهتماً بالموسيقى والرسم، ولفت اهتمام مدرسيه بقدرته على الرسم وكان ذلك سبباً ليلتحق بالثانوية الفنية، ولكن كراسات المدرسة امتلأت بأشجار النخيل وصور المراكب الشراعية التي سلبت مخ شكيب الصغير، مما أدى إلى استدعاء الوالدة رحمة الله عليها إلى إدارة المدرسة غير مرة.

 

برغم إخفاقه في إنهاء دراسته في الثانوية الفنية إلا إنه لفت نظر فنانين كبار مثل أحمد قاسم رحمة الله عليه، حيث بدأ شكيب الصبي ذو البنية المكتنزة يقف خلف هذا العملاق في حفلاته وهو يتوشح آلة الأكورديون على صدره التي لم تكن إلا تحدياً بسيط لاكتشاف كيفية العزف على بقية الآلات الموسيقية، فسرعان ماتعلم العزف على آلة الكمان والعود وبقية الآلات الموسيقية وكان يبدي براعة غير عادية في كل آلة يعزفها، والشيء اللافت إنه لم يستغرق الكثير من الوقت في تعلمها. فيما بعد أصبح هذا الفتى البدين من أشهر عازفي آلة الكمان في عدن.. هذه الآلة التي أخذت كل حبه لما لها من قدرة ساحرة على التعبير،

 

الشيء الطريف إن معظم تسجيلات التلفزيون والإذاعة حملت بصمات شكيب بشكل واضح فقلما ترى فناناً لا يعزف له شكيب.

في وقت مبكر من سبعينيات القرن الماضي قام شكيب بتكوين فرقة موسيقية من أمهر العازفين أسماها فرقة ( الأنامل الذهبية ) وقد اقتطع قيمة شراء هذه الآلات من لحمه وصحته، حيث بدأت أعراض مرض السكري تداهمه قبل بلوغه الثلاثين من العمر وربما بسبب بدانته الزائدة حينها، هذه الفرقة كانت تقدم خدماتها في الحفلات الخاصة التي كانت تقام في مجتمع عدن آنذاك، مثل حفلات الزواج وأعياد الميلاد وماشابه ، حيث إن شكيب التحق بالفرقة الوترية التابعة للجيش في أوائل حياته العملية ثم تحول للعمل في التلفزيون بعد عدة سنوات وهذا كان حلم حياته.

 

بدأت فرقة الأنامل الذهبية تتفكك بتفكك أعضائها، منهم من سافر للدراسة، ومنهم تكبر على شكيب وهجره.. مما دفع بشكيب للتركيز على برامج الأطفال والاحتكاك بهم أكثر من ذي قبل، وظل حتى سنيه الأخيرة يجد فيهم الوفاء والعرفان أكثر من الكبار.

 

خلف شكيب إرثاً فنياً ضخماً رغم عمره القصير، فقد لحن العديد من الأغاني للأطفال، وساهم في تصميم العديد من ديكورات التلفزيون وأعد الكثير من البرامج، وكان موهوباً بالكهربائيات والأدوات الموسيقية الالكترونية ومن أوائل من أدخل آلة الأورج الكهربائي لعدن وكان يمتلك آلة كمان من أندر الآت العزف الوترية .