هجرة الحضارم .. الهجره إلى جزر الهند الشرقية

2015-01-25 08:50
هجرة الحضارم .. الهجره إلى جزر الهند الشرقية

بورترية للسيد/ محمد بن أحمد بن عبدالرحمن بن علوي السقاف الذي إمتلك في سنغافورة حتى عام 1880 أسطول بحري مكون من 35 سفينة تجارية، والذي هاجر جده من سيؤون عام 1794م. توفي في سنغافورة عام 1906 وتم دفنه في مقبرة السقاف في سنغافورة.

شبوة برس- خاص - تريم - وادي حضرموت

 

2. الجزء الثاني

بلغ الحضارم درجة من المستوي الثقافي والادبي والاقتصادي في البلدان الدي هاجروا اليها مبلغا لم يبلغ احد مثلهم في الجزيرة العربية في عهدهم فقد بنو حضارة وهذا ما ميزهم عن غيرهم .

نقلوا انماط من الفن المعماري من الهند واندونيسيا وعمروا مدنهم الواسعة من القصور والهياكل وقنوات الري والسدود يحجزون بها السيول.

كانوا في ترف ونعيم في اندنوسيا وهذا يعود بنا الي حضارة حضرموت القديمة الذي قال المستشرق لنورمان في كتابة ( خلاصة تاريخ الشرق القديم) ان قصورهم قائمة علي الاساطير المحلاة من الذهب وانهم يعلقون علي الابواب (منازلهم) صحايف الذهب المرصعة بالجواهر تحيط منازلهم ببساتين غناء ولديهم الموائد والأسرّة من الفضة والرياش من أفخر الأنسجة) لأن بلادهم في السابق كانت مركز هام للتجارة ثم ان غيرهم لم يصل الي هذه الاراضي الا بعدهم وبواسطتهم فالامم الاخري لم يكن وصولهم الى المستوي والى الاراضي .

كما كانوا هم السباقون لغيرهم الى مراكز سياسية وتجارية في جزر الهند والسعودية ولكن الغيرة والحسد قلب عليهم الاخرين واهتزت مكانتهم.

 

بعد ما وضعوا حجر الاساس الاقتصادي والتجاري في تلك الدول التي كان أهلها في السابق يشدون الرحال الي دمون ليشاهدوا حلاوة لسانهم ولهجتهم كما قال امروالقيس (كأني لم أسمر بدمون مرة-- ولم اشهد الغارات يوما بعندل) .

واليوم انتقلت حلاوة الكلام الى موقع اخر وهو تريم تتم هناك ليالي سمر تسمع فصاحة اللسان والكلام من لسان ابن المهجر والحضرمي الذي مثل اللون الغنائي حداد بن حسن الكاف هو من مواليد جاوا وسبقه بسنين الشاعر والاديب أبي بكر بن شهاب ) والبار والحامد وعملاق الادب العربي الكاتب الكبير علي احمد باكثير والسياسي الكبير البليغ في فن الخطابة السياسية شيخان عبدالله الحبشي هولاء جميعهم من مواليد المهجر.

 

وقد استطاع الحضارم بماء اوتوا من صبر وذكاء وهمة عالية وامانة في المعاملة وصدق في القول أن يشقوا طريقا لهم في تلك البلاد النائية ويناسبوا بين طبقات السكان الذين يخالفوهم جنسا ولغة ودينا واخلاقا وعادات استطاعوا أن يستميلوا اليهم قلوب ويتبوأو مقاعد عاليا.

اتسع نطاق تجارتهم اتساعا أكثر مما كانويتوقعون ونمت ثرواتهم نموا ما كانوا يحلمون به من قبل سيطروا علي التجارة والمواصلات مابين القرن العاشر الي القرن الخامس عشر وكانت مراكبهم تجوب البحار من اندنونيسيا الي سنغفورة والهند وحتي بحر العرب .

وكانوا هم من يقود تلك المركب ولكن في سنة 1855م بدأت مراكزهم تتناقص وتتضاءل بسبب منافسة المراكب البخارية الحديثه لهم.

فقد كان تواصلهم بالوطن والاهل نتيجة المواصلات والترابط بينهم في الزواج من داخل المجتمع الحضرمي زادهم قوة في الترابط وعدم الانهزام امام الاخرين .

لكن الاستعمار الهولندي يشدد عليهم في قوانين الهجرة ويحصرهم في جهات خاصة يمنع السفر عليهم من بلد الي بلد ولا يتم السفر الا بإذن خاص وبعد صعوبة وقد دام هدا الضغط سنين .

وفي سنة 1916م رفع عنهم التضيق وأطلقت لهم العنان يسافرون من مدينه الي اخري ومن جزيرة الي اخري دون ان يجدوا امامهم صعوبات او عراقيل وهم ضحية الصراعات الدينية وبين صراع الاستعمار الهولندي والبريطاني, لان يريطانيا كانت تدعم طرف علي حساب الاخر وكذلك الهولنديين .

علما بانهم لم يقتربون من موقع القرار السياسي ولم يشاركوا المحتل في السياسة او ينافسونه .

فقد انشاوا لهم جمعية الاصلاح والارشادالعربية)و (الرابطه العلوية ) وقد انعقد موتمر خاص بهم في سنقافورة قرر ارسال وفود الي البنادر وحضرموت .

كما انهم اسسوا لهم صحافة خاصة بهم كصحيفة (حضرموت) للشيخ علوي بن طاهر الحداد وزميله عيدروس مشهور وتوالت الصحف وفتحت مدارس لهم يتعلمون فيها اللغة العربية والعلوم الشرعية .

 

وللحقيقة ان اغلب المهاجرين الي اندنونيسيا هم العلويون ويأتي بعدهم ال كثير وقلة قليلة من ابناء الوادي .

ولكنهم لم يستفيدوا من تلك المراكز التجارية لنقل اموالهم الي الوطن بسبب الاوضاع السياسية بعد الاستقلال مما جعلهم يتعرضون لانتكاسات وتنحصر تجارتهم في القلة حتي بزوغ لاعب اخر من ابناء حضرموت هم ابناء دوعن نظرا للطفرة الاقتصادية في السعودية ولم يبقي لهم الا الذكرى وهناك شواهد لهم من قصور في مدينة تريم تحكي قصة شعب منسي نتيجة للسياسة الاستعمارية وعدم الاهتمام بهذا الشعب الذي يستحق ان يطلق علية ( شعب الله المختار ) ولقولة تعالي ( وتلك الايام نداولها بين الناس) نتمني ان نكون قد انصفنا لهذا الشعب الحضرمي والارض والانسان أرضا الذي اعطتنا ولم تأخد شي منا والله الموفق-

 

للاطلاع على الجزء الأول : اضغــــط هنــــا

 

* بقلم : الشيخ عبدالله اليهري