العميد السعدي : مخاطبا البيض وعلي ناصر .. ابتعدا عن شق صفوفنا ، فنحن من يدفع ثمن سلوككما المتخلّف والأناني .

2014-10-21 04:10
العميد السعدي : مخاطبا البيض وعلي ناصر .. ابتعدا عن شق صفوفنا ، فنحن من يدفع ثمن سلوككما المتخلّف والأناني .

العميد علي محمد السعدي أحد مؤسسي الجمعيات العسكرية التي كان لها الفضل في نشوء الحراك الجنوبي

شبوة برس - متابعات - عدن

 

دعا الرئيس هادي للعودة إلى الجنوب.. واتهم البيض وناصر بشقّ الصف الجنوبي.. ونفى مشاركة الحراك في مؤتمر الحوار.. وامتدح العلاقة بين الحراك الجنوبي والحوثيين.. وأشاد بتأييد الإصلاح لتقرير مصير الجنوب.. وهاجم دعاة ترميم الوحدة..

 

العميد علي السعدي في حوار نشرته أسبوعية اليقين، فإليه:

 

* كيف تقرأ التطورات السياسية والشعبية على الساحة الجنوبية وآخرها مليونية الحسم بعدن بمناسبة الذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر، وإنزال العلم اليمني ورفع علم الجنوب؟

 

- بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية نشكركم وصحيفتكم اليقين على اهتمامها بقضية شعبنا الجنوبي المحتل.

 

المليونية إسمها المقرر في لقاء التوافق الجنوبي وتشكيل اللجنة التحضيرية إسمها "مليونية جنوب يتسع لكل أبنائه".

 

أما في ما يتعلق بإنزال العلم اليمني ورفع علم الجنوب، فهذا ليس بجديد اليوم، فقد أُنزلت أعلام اليمن منذ وقت مبكر لثورة شعبنا الجنوبي التحررية.

 

وقراءتنا لهذا الحدث، هو ليس بقراءة كما تفضلت أنت بالسؤال، ولكن هذا يعني أننا مصممون وبإرادة وعزيمة لا تلين في الاستمرار بنضالنا الثوري حتى الوصول إلى الاستقلال التام والناجز لشعبنا الجنوبي الحرّ وبناء دولتنا الجديدة على كل شبر من أراضينا.

 

* هل هناك آليات جديدة ستعتمدونها في نضالكم الثوري غير المظاهرات والمهرجانات المعتادة منذ عقد من الزمن؟

 

- نحن اخترنا النضال السلمي لثورتنا الشعبية الجنوبية، وسوف نصعّد من وتيرة نضالنا السلمي وفقاً ومقتضيات الأمور. تمسُّكنا بالنضال السلمي هو الطريق الأنجح لانتصار ثورتنا.. وهذا يعكس مدى الوعي الحضاري لدى شعب الجنوب المتمدن.

 

* ماذا عن الاعتصام المفتوح في الساحات حتى تقرير المصير كما أعلن متظاهرو الحراك؟

 

- نحن حددنا الاعتصام في الساحة لمدة (3) أيام قابلة للتمديد، وفي البيان تم تحديد المطالب التي يريد شعبنا تنفيذها من نظام الاحتلال.

 

* ما أهم هذه المطالب؟

 

- أهمها أن يتم الإفراج عن كل المعتقلين الجنوبيين سياسياً، وأن يغادر كل أبناء اليمن وخاصة العسكريين من مدن الجنوب، وسننتظر مدى التجاوب من نظام الاحتلال وعلى ضوئها نقرر الاستمرار أو الرفع.

 

* هل لمستم مؤشرات إيجابية من قبل السلطة في صنعاء التي أبدت اهتماماً في تأمين الفعاليات الجنوبية وحمايتها وتداولها في الإعلام الرسمي؟

 

- إلى الآن لم نلمس شيئاً يذكر، ولكننا مصممون على السير بثورة شعبنا نحو تحقيق كل الأهداف التي قامت من أجلها مهما كلفنا ذلك من تضحيات.

 

* إذا لم يتم التجاوب مع مطالبكم، ما هي الخطوات التصعيدية التي يمكن أن تتخذونها

 

- سوف تتفق كل مكونات العمل السياسي في الحراك الجنوبي على الخطوات اللاحقة في حينها وسيتم الإعلان عنها.

 

* برأيك هل بدأ العد التنازلي للانفصال وفك الارتباط؟ أم أن الأمر مجرد تمهيد لإعلان الإقليم الجنوبي وتسليم الجنوب للجنوبيين والشمال للحوثيين بشكل رسمي ومباركة إقليمية ودولية؟

 

- هدف ثورتنا معلن وواضح وهو التحرير والاستقلال من الاحتلال، ولا تراجع عن هذا الهدف مهما كانت التضحيات.

 

* لكن هناك من يحذر من خيار الانفصال رغم مشروعيته, كما قال القيادي الاشتراكي أنيس حسن يحيى الذي وصف الانفصال بأنه خيار مدمر, وسيفضي ,قطعاً, إلى تشظي الجنوب أولاً, وتشظي الشمال لاحقاً، ما ردك على ذلك؟

 

- هذا القيادي الاشتراكي يعبّر عن رأيه، وهو لا يزال فكره راكد في محطات الماضي، ولا ينظر إلى المتغيرات السياسية التي جرت عربياً ودولياً؛ لأنه شاخ تفكيره وتجمّد عند محطات اندثرت باندثار تلك الأفكار التي كان يحملها.

 

* هل نفهم من كلامك بأن دول الإقليم والخارج غيّرت من مواقفها وأصبحت موافقة على انفصال الجنوب؟

 

- يا سيدي، الوحدة ليست بكتاب منزّل من رب العرش، وهي بمثابة عقد شراكة بين دولتين، وسقط هذا العقد بعد الانقلاب على الوحدة بالحرب التي شهدها العالم بأسره، ولا يوجد في الدول العربية أو الدولية من سيقف ضد خيارنا في تحرير بلدنا من الاحتلال الناتج عن حرب الانقلاب على الوحدة في 94م، والعالم اليوم تغيّر عن عالم الأمس.

 

* ألا ترى أن هذه المليونية دليل على فشل مؤتمر الحوار في إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية؟

 

- مؤتمر الحوار ومخرجاته فشل قبل ولادته.

 

* كيف؟

 

- مؤتمر الحوار هو أحد مشتقات المبادرة الخليجية.. وهذه المبادرة أتت لفك الاشتباك وحلّ المشكلة التي ظهرت بين قيادات النفوذ في صنعاء، وفعلاً نجحت المبادرة في هذه المهمة وقسّمت النفوذ بالعدل بين النافذين وأفشلت ثورة التغيير في صنعاء. وأما الحوار فهو خرج عن مهمة المبادرة وأرادوا أن يحشروا قضية الشعب الجنوبي في لفيف من قضايا داخلية تخص نظام (ج ع ي) متجاهلين أن قضية الجنوب هي قضية وطن أُحتل بالقوة في حرب 94م، ونتيجة هذه الحرب هو احتلال الجنوب وانتهاء الوحدة.

 

وطبعاً الحراك الجنوبي وهو الحامل السياسي للقضية الجنوبية لم يشارك في هذا الحوار.. وبعدم المشاركة خُلق هذا الحوار فاشلاً قبل ولادته.

 

* وماذا تسمي الذين شاركوا في مؤتمر الحوار من أبناء الجنوب؟

 

- من شاركوا هم جنوبيون نعم، لا ننكر هويتهم، ولكنهم لا يمثلون الحراك الجنوبي، ولا يمثلون غير أنفسهم. فقط شارك مكون من مكونات الحراك في بداية الحوار وانسحب قبل نهاية الحوار ومخرجاته المزعومة، عندما اكتشف أن مشاركته كانت خاطئة.

 

* البعض يرون أن التصعيد الجنوبي جاء كردة فعل على إسقاط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين الذين يشكلون ضغوطات كبيرة على الرئيس هادي، ما قولك؟

 

- بالعكس، نحن نبارك لأنصار الله نجاح ثورتهم، فقد جمعتنا معاناة الظلم والقهر والاستبداد نحن وهم، وجمعتنا زنازين وأغلال سجون الاحتلال اليمني مع اختلاف أهداف الثورتين.

 

ونعتبر نجاح ثورة أنصار الله مؤشراً إيجابياً لنجاح ثورتنا الجنوبية وتحرير شعبنا من هذا الاحتلال الهمجي المتخلف؛ لأنه لا يمكن أن يكون أنصار الله مثل نظام عفاش وما بعده، فهم سيقيمون العدل وعودة الحق لأصحابه كما أُعيد لهم الحق هم وعاد إليهم.

 

* ألا ترى أن الرئيس هادي موافق على كل ما يحدث في الجنوب، خاصة بعد تصريحات لقيادات حراكية بشأن مشاورات مع الرئيس هادي على إعادة صياغة مشروع الوحدة؟

 

- من يتحدثون عن ترميم وحدة انتهت لا يمثلون شعبنا الجنوبي الثائر، فشعبنا في الميدان هو صاحب الحق الأول والأخير في قراره، وليس من يريدون ترميم ما لم يرمم بعد أن دُمّر.

 

* ماذا عن زيارة القيادي في حركة أنصار الله محمد البخيتي إلى عدن الاثنين الماضي؟ وما أهم النتائج لهذه الزيارة؟

 

- زيارة استطلاعية ودّية.

 

* يعني علاقتكم بجماعة الحوثي لا تزال في مرحلة الاستطلاع وجس النبض؟

 

- العلاقة طيبة بيننا نحن وأنصار الله؛ لأن القاسم المشترك بيننا هي المعاناة والاستبداد والقتل والسجون لنا نحن وهم من قبل نظام الاحتلال اليمني، مع اختلاف الأهداف للقضيتين.

 

* ما تعليقك على الموقف الأخير لحزب الإصلاح وتأييده لتقرير مصير الجنوب؟

 

- خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح، فهم إخوتنا، ونحن نعمل من أجل جنوب حاضن لكل أبنائه مهما كانت الانتماءات السياسية والاجتماعية والثقافية.. جنوب لا يستثنى فيه أحد من أبنائه بسبب رأيه أو فكره أو انتمائه السياسي.

 

* ما مدى حضور اللاعبين الإقليميين والدوليين فيما يحدث اليوم في الجنوب؟

 

نحن معنا ثورة، ومن يقف معنا في ظروفنا هذه سنكون له من الشاكرين، وإن شاء الله يعيننا ربنا على ردّ الجميل لمن يساعدنا.

 

* وما هو الدور الراهن للقيادات الجنوبية المتواجدة في الخارج؟

 

- القادة التاريخيون الذين حكموا الجنوب ربع قرن من الزمن لا يوجد لهم دور إيجابي، بل يعملون على تفكيك تلاحمنا؛ لأنهم أدمنوا الصراعات، وصراعاتهم هي التي أوصلت شعبنا الجنوبي إلى هذه المزبلة التي نحن فيها اليوم، ويعملون على تسويق أنفسهم من جديد كأوصياء على شعبنا دون خجل.

 

* لكن معظم المظاهرات الجنوبية إن لم تكن جميعها ترفع صور تلك القيادات التاريخية، أليس هذا دليل على حجم تأثيرهم في الجنوب؟

 

- لا يقاس التأثير والحجم برفع صورهم؛ لأنهم كما شرحنا آنفاً لديهم الأموال التي نهبوها بطرق غير شرعية من أموال الشعب الجنوبي، وبهذه الأموال يعملون على شراء الذمم للبعض، ومرادهم إدخالنا في صراعات جنوبية جنوبية بسبب صورهم التي يرفعها مرتزقتهم، ولكن نحن لن نعطيهم هذا، وحاملي الصور يحملونها مقابل ما يُدفع لهم، ولكنهم لا يشكلون أي ثقل يذكر ولا وزن ولا شعبية.. شعب الجنوب تجاوز تلك القيادات الفاشلة وسامحهم في ماضيهم، ولكنهم هم أنفسهم يبحثون على قدرهم الذي سمحهم فيه شعبنا.

 

* كيف تقرأ عودة قيادات منفية من الحراك الجنوبي إلى عدن مؤخراً؟

 

- من حق أي جنوبي أن يعود إلى بلده.

 

* ماذا بعد مليونية الجنوب من وجهة نظرك؟

 

- بعد مليونية جنوب يتسع لكل أبنائه سيأتي النصر بإذن الله تعالى.

 

* ما هو المطلوب من أبناء الجنوب في الوقت الحالي؟

 

- توحيد الصفوف، والثبات، والصمود، حتى بلوغ الهدف المنشود: الحرية والاستقلال لشعبنا، وعدم الولاءات للأفراد أو المكونات، وأن يكون مكوننا وولاؤنا للجنوب فقط، فالجنوب أكبر من المكونات ومن الأشخاص.

 

* إلى أين وصلت الجهود الرامية إلى توحيد الصف الجنوبي وتشكيل كيان موحد كجبهة إنقاذ جنوبية؟

 

- نحن موحَّدين على الهدف وهو الأهم.

 

* ما الرسائل التي يمكن أن توجهها إلى كل من: الرئيس عبدربه منصور هادي – علي سالم البيض – علي ناصر محمد – مكونات الحراك الجنوبي في الداخل؟

 

- إلى عبدربه منصور: الجنوب وطنك يرحّب بك.

 

إلى علي البيض وعلي ناصر: ألا يكفيكما ما فعلتماه بهذا الشعب المتسامح؟! ابتعدا عن شق صفوفنا، فنحن من يدفع ثمن سلوككما المتخلّف والأناني.

 

إلى مكونات الحراك في الداخل: أرجو أن لا تصيبكم الخديعة، وكل مكون يظن أن شعبنا يحتشد في ميدان الثورة من أجله.. وأن تدركوا أن الشعب الجنوبي يحتشد في ميدان الثورة الجنوبية من أجل حريته وليس من أجل مكون أو حزب أو شخص.