لطفي شطارة في لقاء صحفي : يجب أن نغلب مصلحتنا كجنوبيين في بقاء الرئيس هادي رغم الخلاف السياسي

2014-07-09 19:38
لطفي شطارة في لقاء صحفي : يجب أن نغلب مصلحتنا كجنوبيين في بقاء الرئيس هادي رغم الخلاف السياسي
شبوة برس - متابعات عدن

 

يعتبر لطفي شطارة من أوائل من شاركوا في مسيرة الحراك الجنوبي منذ انطلاقته عام 2007 ، وكان عبر موقعه ( عدن برس ) الذي يديره من العاصمة البريطانية لندن واحدا من أبرز الأصوات الداعمة لخط الحراك الجنوبي في الخارج ، كما كان من أوائل الحاضرين مع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض أثناء عودته للعمل السياسي عام 2009م .

 

شارك لطفي شطارة في مؤتمر الحوار عام 2012 في صنعاء وكان عضوا في لجنة التفاوض الندي ( لجنة الـ 16 ) عن المجموعة الجنوبية وانسحب لاحقا ضمن المنسحبين الجنوبيين الذين تقدمهم المناضل محمد علي أحمد .

 

"الأمناء" التقت بالناشط السياسي الجنوبي لطفي شطارة لمعرفة موقفه من المستجدات الراهنة على الساحة الجنوبية خصوصا ما يتعلق بمخرجات الحوار ونظرته لها بعد انسحابه من مؤتمر الحوار ، وكذا عودة القيادات الجنوبية من الخارج ورحلة العديد من القيادات الجنوبية في الداخل إلى صنعاء لمقابلة الرئيس هادي .. وكانت الحصيلة التالية :

 

- كيف تقيم واقع الحراك الجنوبي بعد سبع سنوات من الانطلاقة ؟

 

لعل ما يجب أن يفخر به الحراك السلمي الجنوبي أن انطلاقته القوية في ٧ يوليو ٢٠٠٧ جعلته الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي التي اجتاحت أنظمة ديكتاتورية عربية كتونس ومصر وليبيا واليمن .. ففي الوقت الذي استكان المواطن العربي لتلك الأنظمة القمعية كان الشعب في الجنوب يرسم ملامح الثورة الحقيقية والسلمية ضد الطاغية في اليمن علي عبدالله صالح وواجه قمعه وآلته العسكرية بصدر عاري وضحى بخيرة شبابه على الرغم من الصمت العربي والأجنبي في سبيل تحقيق أهدافه ومطالبه الحقوقية حين انطلاقته .. بل إن مصطلح الحراك لم يكن متعارف عليه سياسيا قبل انطلاقته .. وعلى الرغم من كل المنغصات والمنعطفات التي مر بها الحراك إلا أنه استطاع أن يكون هو نواة الثورة ضد نظام الرئيس المخلوع واستطاع أن يكون هو الرقم الصعب في المعادلة السياسية بعد الإطاحة به .. اليوم الحراك ورغم تعدد مكوناته وتشتت قياداته ما يزال كفعل سياسي هو الأقوى وسيظل كذلك حتى يحقق شعبنا كافة مطالبه التي خرج من أجلها في السابع من يوليو ٢٠٠٧ .. الحراك لم يمت كما يتوهم البعض ولكنه يمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب تشتت قياداته التي وباعتقادي الشخصي بحاجة اليوم إلى أن تسلم راية المسيرة لجيل من الشباب ينطلق بالقضية الجنوبية بمفاهيمه التي يتوق إليها بأفكار ودماء جديدة .. أما إذا استمرت هذه القيادات فسيترهل بترهل هذه القيادات عمريا وفكريا.

 

- باعتقادك ما هي أبرز العقبات التي تواجه الحراك الجنوبي وتمنعه من تحقيق أهدافه ؟

 

الرؤية والقيادة الشابة هما العقبتان اللتان تواجه الحراك وتمنعه من تحقيق أهدافه ، وكما أشرت سلفا ما لم تسلم راية القيادة لجيل من السياسيين الشباب هو من يضع رؤيته للمستقبل فان الحراك سيظل يراوح مكانه وسيظل محل تنازع بين القيادات السابقة التي أوصلت الحراك إلى هذا الانسداد السياسي الذي يعيشه.

 

- كنت من المنسحبين من مؤتمر الحوار الوطني ، هل أنت نادم على المشاركة في مؤتمر الحوار ؟.

 

لم ولن أندم على مشاركتي في الحوار إطلاقا ، مشاركتي في الحوار كان بقناعة سياسية وشخصية وانسحابي أيضاً كان بنفس تلك القناعة .

 

- هل تعتقد أن الجنوبيين المشاركين في الحوار قدموا انجازا للقضية الجنوبية ؟

 

أولا دعني أقول وبصراحة إن ما تحقق في الحوار لم يتحقق سياسيا منذ الوحدة الاندماجية التي وللأسف قدم القادة حينذاك الجنوب بطبق من ذهب وباتفاقية هزيلة جدا فرطت بسيادة الجنوب وأهدرت كل حقوقه ، بل إنها لم تضع شروط للعودة إذا ما التزم الطرف الآخر بتنفيذ بنود تلك الاتفاقية الهشة .. صحيح أن الحوار لم يحقق كل مطالب الجنوبيين ولكنه استطاع ولأول مرة أن يعيد الجنوب إلى المعادلة السياسية مع الشمال .. لأول مرة تتحقق المناصفة للجنوب كطرف سياسي وكيان دولة وليس كما نصت اتفاقية الوحدة الهزيلة أن تكون المناصفة حينذاك بين الحزبين الحاكمين وقتها في الشمال المؤتمر الشعبي العام والجنوب الحزب الاشتراكي اليمني ، اليوم المناصفة بين شمال وجنوب في المناصب القيادية وهو مناصب القرار السياسي التي أقصي الجنوب منذ حرب احتلاله في ١٩٩٤ ، اليوم تغيرت المعادلة وأصبح المجتمع الدولي شاهدا على ما اتفق عليه في الحوار والطرف الذي سيتوصل عن تنفيذ مخرجاته بالحد الذي خرجت به فسيواجه المجتمع الدولي والمواجهة هنا لن تكون بالاستقراء العددي للشمال كما فعل صالح واجتاح الجنوب ، بل ستكون المواجهة سياسيا ومع المجتمع الدولي الذي أشرف على العملية السياسية في اليمن ..

 

حتى نظام تقسيم الدولة الاتحادية الذي بسببه انسحبنا لأننا ارتأينا أن دولة اتحادية من إقليمين هي الحل الأمثل والأدنى الذي يمكن للجنوبيين أن يقبلوا به ، ينص على إقامة دولة اتحادية من ستة أقاليم أربعة في الشمال واثنين في الجنوب ، إن التقسيم تم على أساس الشمال والجنوب اعترافا بسيادة الدولتين وفقا لحدود ما قبل الوحدة وهذا إنجاز آخر ناهيك أن القضية الجنوبية صار معترف بها داخل مجلس الأمن أي أن الحوار ومشاركة الجنوبيين فيه وضع اللبنة الاساسية والقانونية وشرع لمسيرة الوصول إلى الهدف الاستراتيجي الذي يطمح إليه شعب الجنوب .

 

- بماذا تفسر عودة بعض القيادات الجنوبية من الخارج إلى صنعاء للقاء الرئيس هادي ؟

 

قلت مرارا إن هذه اللقاءات التي يجريها الرئيس عبدربه منصور هادي مع عدد من القيادات الجنوبية في الداخل والخارج كان المفروض أن تتم قبل بدء الحوار ، ولكنها تأتي متأخرة أفضل من لا تأتي على الرغم من قناعتي أن هذه القيادات يجب عليها الاعتراف إن أخطأت وأضعفت دور الجنوبيين في الحوار بل وخذلتهم فيه ، قبل أن تأتي اليوم وتعترف بمخرجاته وتدعو إلى البناء على ما تحقق في الحوار .. مشكلة القيادات الجنوبية أنها تتعامل في السياسة فعل ورد فعل فهي وبكل أسف لا تحمل فكرا سياسيا ولا رؤية أو حتى قراءة سياسية للمتغيرات الإقليمية والدولية تبني على أساسها قرارها السياسي .. للأسف لو كان الجنوب يتحرك ويتفاعل سياسيا لما كان هذا التخبط في قيادته ، ناهيك أنها تجتر صراعاتها السابقة وهذا ما انعكس على حالة التشرذم في القرار والرؤية أيضاً بينهم.

 

- ما هو الموقف الجنوبي المطلوب – من وجهة نظركم – للتعامل مع الرئيس هادي ؟

 

الطريقة التي يجري فيها استقطاب القيادات العائدة يجب أن تتم وفق رؤية وتفاهمات حول مستقبل الجنوب لا لملء فراغ في قيادات الحراك لتنفيذ المخرجات ، وإلا سيجد الرئيس هادي نفسه في ورطة سياسية في كيفية التعامل معها مستقبلا خاصة وأن كل قيادي يعود سيعتقد أن عودته تمثل خدمة للرئيس في هذا الوقت لا خدمة للقضية الجنوبية على المدى البعيد ، بمعنى أن هذه العودة للقيادات ما لم تكن مدروسة لخلق رؤية أو خارطة طريق للعمل في الجنوب وتنفيذ مخرجات الحوار التي ستشكل اللبنة الأساسية للوصول إلى المشروع الاستراتيجي لشعب الجنوب فإنها ستكون عبئ على القضية الجنوبية وعلى الرئيس هادي نفسه في نفس الوقت.

 

- هل تعتقد أن مخرجات الحوار ( الستة الأقاليم ) قابلة للتنفيذ في الجنوب ؟ .. وهل هي كما وصفها العطاس بـ"المتاح الممكن البناء عليه ؟

 

قلت وما زلت أكرر أن نظام الأقاليم بحاجة إلى سلطة مركزية قوية تستطيع أن تمد يد العون للأقاليم.. اليوم اليمن بحاجة إلى من يمد له يد العون اقتصاديا وسياسيا البلد شبه منهار بسبب هشاشة الاقتصاد وتضاؤل في الاحتياط العام وتفجر النزاعات المسلحة والخطيرة تصعب من مهمة تطبيق نظام الأقاليم ما لم يقم على إرادة الناس وقناعتهم بمستقبلهم السياسي ، وتجاهل هذه الإرادة تحت أية مبررات قد تؤدي إلى نزاعات بين الأقاليم نفسها ، وعلينا عدم تجاهل ما يجري لا في عمران ولا حضرموت ولا بين شبوة ومأرب ، المعرقلين يبنون عرقلتهم لتنفيذ الأقاليم وفقا لمصالحهم الموجودة فيها وأيضاً على الخصوصيات التي تميز الواحد عن الآخر واستحضار التاريخ لتكريس هذه العرقلة ..

 

قلبي يتمنى أن ينجح نظام الأقاليم في اليمن والجنوب تحديدا ، ولكن لعقلي رأي آخر وأتمنى أن لا أكون متشائما.

 

- لو عاد بكم الزمان عام إلى الخلف وتحديدا إلى ما قبل انطلاقة مؤتمر الحوار.. كيف تتمنى أن يكون المشهد الجنوبي قبل الدخول في الحوار وهل ستفرضون شروطا للمشاركة ؟

 

فرضية هذا السؤال يجب أن توجه لمن رفضوا المشاركة في الحوار وأضاعوا فرصة تاريخية وسياسية قوية للجنوب وتحقيق نتائج أكبر مما تحققت ، هم لم يخذلونا كأفراد شاركنا في الحوار بل هم خذلوا شعب الجنوب برفضهم المشاركة فيه لأنهم لم يقرأوا الخطاب السياسي الدولي جيدا تجاه اليمن حينها وظلوا أسرى الشارع الهائج والباحث عن قيادة توصله إلى تحقيق مطالبه لا أن يقود هو القيادة ..

 

نصيحتي لهم أن لا يكرروا المزايدة على بعضهم بعد عودتهم للداخل أو باعترافهم بمخرجاته الحوار وتعهدهم للبناء عليه ، لأن البناء على ما تحقق في الحوار أيضاً بحاجة إلى رؤية وقيادة تحمل آفاق جديدة للتنفيذ للوصول إلى الهدف .. ما لم ينفتحوا على بعضهم البعض ويتنازلوا لبعض خدمة لهذا الشعب الذي ضحى وصبر كثيراً فإنهم سيكررون خلافاتهم ومزايداتهم على بعض قبل الحوار وبعد عودتهم.

 

- إلى أي مدى قد يتأثر زخم الحراك الجنوبي باستقطاب قيادات جنوبية في الداخل وذهابهم إلى صنعاء لمقابلة الرئيس هادي ؟

 

يجب أن لا يتأثر زخم الحراك وصلابته بذهاب البعض إلى صنعاء لأن القضية هي قضية شعب وأرضيتها الصلبة هي الجنوب ، أنا لا أشكك بمن ذهب إلى صنعاء لأن هذا نتيجة طبيعية لحالة التشرذم في القيادة ووحدتها ، ولكن دعني أكون صريح اليوم الرئيس هادي يواجه ضغوطا قوية من قبل أطرافا في صنعاء تريد الانقضاض على العملية السياسية وما تحقق ، وتريد العودة بالنظام السابق بشتى السبل ، علينا استحضار الماضي وتذكر المقولة التي قالها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الله يرحمه عندما قام من فراش المرض في السعودية وجاء إلى صنعاء ليقف ويدعم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٦ في وجه المرشح الجنوبي وقتها الفقيد الراحل الأستاذ فيصل بن شملان ، حينها كان الشيخ الأحمر خصما سياسيا لصالح في حزب الإصلاح ولكنه قال جني تعرفه ولا أنسي ما تعرفه .. على الجنوبيين التدقيق في المثل هذا الذي أطلقه الشيخ الأحمر التوقيت والمعنى..

 

ولهذا نقول رغم أية خلافات سياسية مع الرئيس هادي حاليا يجب أن نضعها جانبا ونغلب مصلحتنا جنوبيين في بقاء هادي واستمراريتها في ما يقوم به أفضل من عودة النظام السابق ورموزه لأنهم لا سمح الله إن عادوا فسنعود بقضيتنا إلى المربع الأول وهذا ما لا يريد أن يتخيله أي جنوبي ناهيك أنه سيتجرع معاناة النظام السابق من جديد.

 

- العميد ناصر النوبة كان من أشد المعارضين للمشاركة الجنوبية في مؤتمر الحوار ، ثم هو حاليا الآن يبارك مخرجات الحوار التي كان يخون من يشارك فيه ، كيف تقرأ هذا التحول ؟

 

أجبت على هذا السؤال سلفا ولكني أضيف إن تغيير المواقف السياسية يجب أن تكون مبنية على شيئين أولا الاعتذار عن قرار المقاطعة وأنه كان خاطئا وأنهم أضروا بالقضية الجنوبية بمقاطعتهم مع الالتزام أن عودتهم هي للجنوب ومستقبله لا أن تكون عبارة عن براءة ذمة .

 

- كيف تنظر إلى مستقبل القضية الجنوبية في ظل المعطيات السياسية الراهنة ؟

 

القضية الجنوبية اليوم صارت قضية رأي عام دولي شاء الأخوة في الشمال أم لا فقد بلعوا الطعم الذي نصبه لهم المجتمع الدولي وأتى بهم للحوار للاعتراف بهذا ، وهذا موثق بكل ما ارتكب بحق الجنوب منذ الوحدة وحتى اليوم .. اليوم وبعد الحوار صار الجنوب والشمال ضمن كل المفردات الموثقة في تقارير المبعوث الدولي إلى مجلس الأمن جمال بن عمر ، وعلى هذه المفردات والنتائج التي تحققت بحدها الأدنى أستطيع القول أن الجيل القادم سيكون له وثائق لدى المجتمع الدولي يستطيع البناء عليها حتى يصل إلى تحقيق الهدف المنشود بإذن الله.

 

- كلمة أخيرة تود قولها ؟

 

أقول للجنوبيين إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وقد تحققت في الحوار ووضعنا اللبنة الأساسية الأولى للسير في طريق صلب نحو تحقيق الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب بإذن الله.. وأقول للقيادات التاريخية حان الوقت لتستريحوا وتفسحوا الطريق للشباب ليتلمس طريقه للوصول إلى المستقبل الذي ينشده بعد أن كان ماضيكم سببا في الوضع الذي يعيشه اليوم .. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

 

أجرى اللقاء  للامناء / عبدالرحمن أنيس