الذكرى (65) لتأسيس الجمعية العدنية... ذكرى للتذكير بضياع الجمعية وضياع الجنوب بعدها

2014-06-28 21:03
الذكرى (65) لتأسيس الجمعية العدنية... ذكرى للتذكير بضياع الجمعية وضياع الجنوب بعدها

صورة تعبيرية من الماضي العظيم الحضاري والثقافي للانسان العدني

شبوة برس - متابعات عدن

 

التاريخ العربي بمراحله المختلفة (لاسيما الوسيط والحديث) بحاجة إلى قراءة جديدة، لأن الإنسان العربي ما هو إلا ضحية لثورات حملت ديكتاتوريات (تنظيمات سياسية، جماعات دينية، أفراد)، فظل الإنسان رهينة الخوف والتسليم بالأمر الواقع الذي فرض أشكالاً متنوعة من الاستكانة (سياسيون ميكيافيليون كتاب الطلب شعراء التكسب إعلاميون يلمعون وجه النظام ووجه الزعيم الذي اتخذ عدة أسماء...الخ).

 

الجنوب عرف بمكونات ثلاث : مستعمرة عدن (لاحقا ولاية عدن محميات عدن الغربية محميات عدن الشرقية)، وظهرت في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ظهور رابطة أبناء الجنوب (SAL) في العام 1951م (قبل 63 عاماً)، وفي النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي ظهرت فروع أحزاب قومية (البعث والقوميون العرب) فرع الشمال وفرع الجنوب، وفي العام 1963م ظهر الكفاح المسلح (بالاسم الكودي صلاح الدين للمخابرات المصرية في صنعاء) ونبذته الجبهة القومية، وفي العام 1965م ظهرت منظمة التحرير برعاية مصرية وفي العام 1966م ظهرت جبهة التحرير بعد دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966م، وفي 14 اكتوبر 1966م تعلن الجبهة القومية فك ارتباطها بجبهة التحرير، وظهر مكون آخر برعاية مصرية اسمه "التنظيم الشعبي للقوى الثورية" وبدا وكأنه الجناح العسكري لجبهة التحرير، وحقا كان التنظيم الشعبي أكبر قوة مسلحة وضاربة في الساحة.

 

تصاعد مسلسل الاغتيالات بين الفرقاء في الساحة، فهناك: (ج.ق) و (ج.ت) و (ت.ش.ق.ث)، والبعث وحركة القوميين العرب والرابطة والأحزاب العدنية الصغيرة: الجمعية العدنية وامتدادها حزب المؤتمر والحزب الوطني الاتحادي وحزب الأمة ...إلخ، وأصبح كل فصيل أو مكون يعتبر الآخر عميلا، وتعرضت (الرابطة) لهجمة شرسة بحجة أنها انفصالية، ومن عبارات التراشق التي لا تزال محفورة في الذاكرة:

 

- سنجعل من جلودكم أحزمة لنا

 

- سنجعل من جماجمكم مطافئ لسجائرنا

 

وفي مايو 1967م يصل السيد همفري ترينيليان المندوب السامي البريطاني (الذي أنعم عليه بلقب "لورد" بعد 30 نوفمبر 1967م) وأطلق صرخته المشهورة : "نحن مغادرون ومع من نتفاهم؟" فانفجرت حربان أهليتان الأولى في بداية سبتمبر 1967م وأنهاها لقاء القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية خلال الفترة 11 - 13 سبتمبر 1967م وتبادل التنظيمان إطلاق سراح المعتقلين، والثانية في بداية نوفمبر 1967م وأنهتها قيادة الجيش في 6 نوفمبر 1967م عندما انحاز إلى جانب الجبهة القومية، نزح خصوم الجبهة القومية الذين زايدوا على يمنية عدن وفوجئوا عند وصولهم إلى تعز عندما منحوا بطاقة شخصية مكتوب فيها (جنوبي مقيم) حتى 21 مايو 1990م، استأثرت الجبهة القومية بالحكم اعتباراً من 30 نوفمبر 1967م وأصبح قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية حتى 23 يونيو 1969م وأصبح منذ ذلك التاريخ سالم ربيع علي (أشجع الرجال) رئيساً لمجلس الرئاسة حتى 26 يونيو 1978 عندما سقط شهيدا وتعاقب على الرئاسة عبد الفتاح إسماعيل حتى عام 1980م وأعقبه علي ناصر محمد حتى عام 1986م ثم حيدر أبو بكر العطاس حتى قيام دولة الوحدة عام 1990م.

 

كانت الأوضاع في الجنوب كريشة في مهب الريح لا تستقر على حال لأن القبيلة جاءت إلى عدن لتقود المدينة ورمت بتجربة نظام الحكم المدني ومنظمات المجتمع المدني عرض الحائط، أضاعوا عدن وضاعوا بعدها ولا يزالون يتخبطون حتى اليوم، بل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

 

في 23 يونيو 1949م انتخبت الجمعية العمومية التأسيسية قيادة الجمعية العدنية على النحو الآتي:

 

1 - حسن علي بيومي - رئيسا

2 - أحمد محمد خليل - نائبا للرئيس

3 - محمد علي لقمان - الأمين العام

4 - محمد أحمد شعلان - عضوا

5 - الأمير فضل عبدالقوي - عضوا

6 - صالح علي لقمان - عضوا

7 - محمد حسن خليفة - عضوا

8 - عبده حسين الأهدل - عضوا

9 - محمد عبدالله عرجي - عضوا

10 - محمد علي الأسودي - عضوا

 

وأصدر المجلس الأعلى للجمعية العدنية بيانا في 15 أغسطس 1950م ووقع عليه :

 

1 - محمد علي الأسودي

2 - السيد زين صادق الأهدل

3 - أحمد محمد خليل

4 - محمد معتوق مكاوي

5 - محمد محمود شوذري

6 - محمد حسن خليفة

7 - محمد يحيى ميسري

8 - صلاح حاجب

9 - محمد محسن النونو

10 - إبراهيم روبلة

11 - قائد محمد الأغبري

12 - علي محمد لقمان

13 - علي بن علي القربي

14 - عبداللاه عوالة

15 - محمد أحمد شعلان

16 - محمد عبدالله الطليلي

17 - عبدالله غالب عنتر

18 - عبده حسين الأهدل

19 - علي ربيع عبدالله

20 - علي عبدالله بريجي

 

استنكر الموقعون الأصوات النشاز التي لا تريد لأبناء عدن أن يعبروا عن آرائهم وعن حقهم في الحياة. وقفوا أمام أسماء الموقعين وحددوا وزن كل واحد منهم وقارنوا ذلك مع ما يحدث لعدن من أعمال تخريب وبلطجة وقتل وسلب ونهب وبسط على الأراضي وغياب النظام والقانون.

 

سنظل مراوحين حيث نحن ما لم نعيد قراءة التاريخ وتاريخ عدن خاصة ورد الاعتبار لها ولأهلها، وإلا فلن تقوم لكم قائمة، والتاريخ أستاذ شاهد.

 

* نجيب يابلي - الايام