صنعاء والسقوط الوشيك بيد الحوثيين

2014-06-22 04:26

 

من هو على دراية جيدة بالمداخل الرئيسية الأربعة لمدينة صنعاء.. سيجد أن هذه المداخل اصبحت تقريباً تحت سيطرة الجماعات المؤيدة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي, وإن كانت هذه السيطرة غير ظاهرة بصورة مباشرة في بعضها, فإنها على الواقع موجودة ويدركها كل متابع حصيف, غير أن هذه المجاميع هناك عوائق تمنع دخولها مدينة صنعاء بصورة سريعة ليس مجال سردها هنا.

 

الرئيس عبدربه منصور هادي كل ما نسمعه منه هو تحذير جماعات الحوثي من تجاوز الخطوط الحمراء, ولكنه اصبح غير قادر على مجابهة تلك الجماعات على الأرض رغم تجاوزها للخطوط الحمراء, فالجيش منقسم بين مؤيد للحوثي ومحايد, وكل ما يستخدمه هو الطيران الحربي وبعض عناصر حزب الاصلاح المتطرف في مجابهة تلك الجماعات, التي اصبحت اليوم قوة ضاربة بفضل تعاطف طائفتها الدينية معها. 

 

مع الأسف هادي يعيش حالة ضعف كبير, فكل ما عمله خلال الثلاث السنوات الماضية هو التركيز على قضيتين رئيسيتين: الأولى, هي استغلال شعار التقاسم بين الجنوب والشمال في المناصب القيادية لتعيين أبناء منطقته واقربائه في تلك المناصب, فهو لا ينظر أبعد من أرنب أنفه, وكأن الجنوب مختصر على منطقته والذين هم محسوبين على تياره الساسي الجنوبي القديم, والثانية, هي العمل على نخر الثورة الجنوبية من داخلها, ليشارك بذلك زميله علي سالم البيض الذي هو الآخر عمل على نخر الثورة الجنوبية من خلال تمزيق وتشتيت هيئات وهياكل الثورة الجنوبية ليضمن أنه الممثل الوحيد لشعب الجنوب وجعل العالم مجبراً على الاعتراف به.

 

هادي ازداد ضعفاً لأنه اعتمد على دعم المجتمع الدولي, ولاسيما حليفته القديمة بريطانيا, وتناسى أنه وصل إلى منصب نائب رئيس لأنه جنوبي, ثم وصل إلى منصب رئيس لأنه جنوبي, وليس لشخصه المبجل والمقدس, وكان الأجدر به خلال ثلاث سنوت مضت أن يكون على علاقة وثيقة بشعب الجنوب, وحينها كان سيكون في موقف قوي افضل من اعتماده على المجتمع الدولي, وابناء منطقته, فالجنوب شعب عدد سكانه اليوم خمسة مليون نسمة, ومساحته تبلغ 370 ألف كيلو متر مربع, ويمتلك من القدرات الكثير.

 

في الأخير نقول لهادي المجتمع الدولي لن يكون ذو نفع كبير معك بما انك ضعيف على الأرض, لأنك لم تعمل على تقوية علاقتك بشعب الجنوب.. ونقول للبيض العالم لن يعترف بك ممثلاً لشعب الجنوب لأنك دمرت نواة ثورته.. يا حسرتاه على شعب الجنوب.. يا حسرتاه عليكما... والله من وراء القصد.