ساعة بيج بن عدن : برج ساعة هوغ ‘‘ ساعة ليتل بن ‘‘

2013-11-08 03:32
ساعة بيج بن عدن : برج ساعة هوغ  ‘‘ ساعة ليتل بن ‘‘
شبوة برس - متابعات عدن

 

بيج بن عدن هي ساعة برج يعود بناؤها إلى عام 1890, متوقفة عن الدوران منذ نحو ربع قرن وعادت للدوران في فبراير 2012. وتقبع الساعة على مرتفع تل بمنطقة وحي التواهي بمحاذاة ميناء عدن شيده البريطانيون إبان استعمارهم لعدن والذي بدأ في 1839 وانتهى في 1967.

 

إعادة اعمار الساعة

 

أعلن المجلس المحلي ومكتب الأشغال العامة تنفيذ مشروع تشغيل ساعة بيج بن عدن ب 24 الف دولار اميريكي بعد استكمال توريد قطع الغيار من شركة بريطانية، بحيث يتم وضع أربعة أوجه جديدة رئيسية للساعة من مادة الفايبر جلاس الأبيض وتركيب الاضواء الداخلية وعقارب الساعة وأداة للتحكم وتطوير الهيكل الخارجي لها.

 

تاريخ

شيد هذا الصرح منذ أكثر من 120 عاما عندما كانت عدن تخضع لإمرة مستعمرات الهند البريطانية الشرقية, صممها مهندسون بريطانيون وفقا لتصميم ساعة بيج بن في لندن ووصفوها بأنها "بيج بن العرب" أو "بيج بن الشرق".

تم تشييد ساعة بيج بن عدن في عام 1890 بمشاركة عدد من أمهر المهندسين البريطانيين اشتركوا في تصميمها وبنائها مع عدد من العمال المحليين من الحجارة ذات اللون الأسود والأسمنت الحجري الممزوج بمادة قوية تخلط مع الماء. والصرح عبارة عن مستطيل الشكل وسقفه أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع مطلي بمادة القرميد الاحمر.

 

يبلغ قطرها حوالي متر من الأربع الجهات وعرضها 1,5متر وارتفاعها 22مترا, بداخلها سلم حديدي ذو سمك خفيف وشكل حلزوني يمتد حتى أعلى الساعة تطل على البحر مباشرة وعلى ضاحية منطقة التواهي.

 

كانت عقارب الساعة نهاية الدوران لساعة كاملة تصدر رنةً قوية يصل صداها إلى الجميع ويسمعه أهالي أحياء مجاورة في مدينة عدن وخصوصا في الليل حين يخيم الصمت والهدوء في المنطقة.

 

كان مبنى الساعة يدار من قبل حراس متخصصين يقومون بتعبئتها يدويا بعد كل ساعة, ولكن مع مر السنين تعرض المبنى لعوامل التعرية بجانب اهمالها لتتوقف في منتصف ستينيات القرن الماضي, ثم أجريت لها صيانة في عام 1983 ليعاد تشغيلها لثلاث سنوات وبعدها توقفت مجددا بسبب أحداث المواجهات الدموية التي شهدتها مدينة عدن في يناير 1986 وعندئذ توقفت الساعة وتعرضت أغراضها للنهب وتحولت بعض أجزائها إلى خردة تباع في السوق السوداء.

 

قضت الملكة اليزابيث الثانية أياما من شهر العسل عام1954 في فندق كريسنت في التواهي التي تقع فيها الساعة. وامرت الملكة بزيادة ايام شهر العسل إلى شهر آخر بعد ارتياحها بمدينة عدن, التي كانت تسمع كل صباح ومن على شرفات نوافذ جناحها في الفندق دقات الساعة.

 

 

بحث آخر عن ساعة بيج بن: للباحث بلال غلام حسين

 في هذا العدد المميز, سوف نفتح اليوم صفحة جديدة ضمن سلسلة (صفحات من تاريخ عدن), إلا وهي  تاريخ معلمين شهيرين من معالم عدن التاريخية وهما: برج وساعة هوج والمعروفة (بساعة ليتل بن), و فنار رأس معاشيق.

 

ونبدأ موضوعنا بالتعرف عن قرب عن تاريخ صرح عريق أرتبط أسمه بمدينة التواهي أو (ستيمر بوينت) كما كانت تُسمى, وهذا الصرح التاريخي العريق هو برج وساعة هوج أو كما هو معروف تاريخياً لدا الكثيرين من أبناء عدن وغيرهم بساعة ليتل بن, نسبة إلى ساعة بيج بن في لندن. 

 

 تُشير المصادر  بأنه تم بناء برج هوج أو ساعة ليتل بن بين العامين 1894 – 1895م, والذي يقف شامخا على تله عالية وسط مدينة التواهي, ليذكر الأجيال مدى الارتباط الوثيق بينه وبين مدينة التواهي.

 

 أُقيم هذا البرج لأحياء ذكرى قائد بريطاني شهير وهو اللواء أدم جورج فوربس هوغ, المقيم السياسي والقائد العام للجيش في عدن بين الفترة 1885 – 1890م.

 

 ولد العميد أدم جورج فوربس هوغ في العام 1836م, وأنضم إلى جيش بومباي في العام 1854م.

 

 شارك العميد هوغ في الخدمة الميدانية الفعلية في بلاد فارس عام 1857م, وأثناء التمرد الهندي, والحرب الصينية في العام 1860م, وفي الحبشة بين العامين, 1867 – 1868م, وفي تلك الفترة تمت ترقيته إلى رتبة عقيد.

 

بعدها شارك هوغ في الحرب الأفغانية في العام 1878 – 1879م ونتيجة لجهوده في تلك الحرب تمت ترقيته إلى رتبة كولونيل, وبعدها عمل قائداً في جيش بومباي قبل أن يُعين مقيماً سياسياً وقائد المنطقة الثانية في عدن من العام 1885 – 1890م.

 

 توفي القائد هوغ في العام 1908م بعد سنوات طويلة في خدمة حكومة صاحبة الجلالة.

 

وفي يناير 1999م, وجه السفير البريطاني في اليمن نداءً لإعادة ترميم واحدة من أشهر معالم المستعمرة البريطانية السابقة, والذي يطل على ما كان يوما أكثر الموانئ شهرة في تاريخ الإمبراطورية وفي العالم, والمعروف محليا باسم (ليتل بن), وذلك لشبهه مع ساعة بيج بن في لندن.

 

خلال  القرن المنصرم عانت الساعة بشدة من ثلاثة اضطرابات سياسية صاخبة, ودامية في بعض الأحيان منذ أن غادر البريطانيون عدن في العام 1967م, لحسن الحظ ظل صامداً لفترة ما, عندما سكن الزعيم الاشتراكي عبد الفتاح إسماعيل على بعد 100 ياردة من البرج, ولكنه قصف من البحر أبان الحرب الأهلية التي جرت في العام 1986م, ولكن عمل القنصل العام البريطاني في عدن على شملها في المسح وطلب من شركات البناء والمتخصصين في أصلاح الساعات لأعداد خطط تفصيلية لإعادة ترميمها.  

 

يقول القنصل العام قائلا: " ليس من المستغرب بأن الداعمين لنا يريدون معرفة تاريخ (ليتل بن), قبل الالتزام برعاية المشروع".  القليل من المعلومات هي المتوفرة محليا, لذا نحن نناشد الجميع من أجل جمع المعلومات للحصول على صورة كاملة حول قيمة البرج التاريخية.

 

وتقف الساعة على أرض مرتفعة في مدينة التواهي, كالحارس الصامت يطل على رصيف أمير ويلز, وضريح الشيخ أحمد, وفندق الهلال, حيث كان البرج في يوما ما رمزا للوجود البريطاني في عدن.

 

فقدت ساعة ليتل بن أثنين مع ساعاتها الأربع وجميع عقاربها الأربعة.  وقد تم أعادة أصلاح الساعة والبرج على شرف اليوبيل الذهبي لملكة بريطانيا في العام 2002م.  وفي الأخير, هي وقفة فقط وانظروا إلى حال البرج اليوم والدمار الذي لحق به بعد أن ظل لقرون رمزاً شامخاً لمدينة التواهي أو ستيمر بوينت كما كان أسمها أيام زمان.

 

* عن : مدونة سياحية